الدعوة التي وجهها السفير السعودي علي عواض عسيري الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري لزيارة المملكة العربية السعودية بدعوة من رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن ابراهيم، بحسب مصادر سياسية متابعة نابعة من تقدير خاص لبري من قبل قيادة المملكة فخلال زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الاخيرة الى الرياض سمع ثناء من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على دور رئيس المجلس النيابي وحكمته في معالجة الاوضاع في لبنان وفي وقت لم يصدر اي موقف من بري او حركة امل وقيادتها يتعرض للمملكة، ولكن الرياض تقول المصادر تتفهم ظروف بري لعدم تلبية الزيارة في وقت قريب وذلك مداراة لكل من ايران وحزب الله ولا سيما في هذه المرحلة بالذات من خلال ما يجري في سوريا ومشاركة ايران وحزب الله بالقتال الى جانب النظام السوري كذلك الحملات التي يشنها حزب الله على السعودية.
وفي غضون ذلك وعلى الرغم من هذه الاعتبارات المحيطة ببري فان المصادر المعنية ترى في دعوته لزيارة السعودية دلالات كثيرة بداية التقدير لمواقفه وكيفية ادارته للملفات السياسية بسعة اطلاع ودراية تامة، وصولا الى موقعه كرئيس مجلس نيابي وزعيم شيعي ووطني وايضا كرئيس حركة امل ما يعني ان هذه الحيثية لها اهميتها في المرحلة الراهنة بغية معالجة ومواكبة ومتابعة الاوضاع كافة، اضافة انها تأتي وتتزامن مع حراك السفير السعودي علي عواض عسيري في بيروت وجولاته على الزعامات والقيادات السياسة وتأكيد وحرص المملكة على دعم انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة ومن خلال توافق اللبنانيين جميعا ولا سيما المسيحين في ما بينهم لما يرتدي ذلك من اهمية على صعيد الامن والاستقرار في هذا البلد.
واكدت المصادر ان الرياض تسعى لدعم التسوية وهذا ما تناقشه مع معظم القيادات السياسية اللبنانية ومن الطبيعي ان يكون بري في طليعة هؤلاء.
وفي سياق متصل فان رئيس المجلس الذي كان ولا زال يأمل بتوافق سعودي – ايراني لامرار الاستحقاق الرئاسي ومعالجة الملف اللبناني لما للرياض وطهران من مونة على الكثير من اللبنانيين وكل مع حلفائه واصدقائه، انما يرى وبحسب المصادر ان هذا غير ملازم لزيارة المملكة في سياق الحملات المتبادلة بين المملكة وايران وصولا الى مواقف حزب الله تجاه الرياض وعليه تريثه سيكون سيد الموقف دون ان يحول ذلك على التواصل والتنسيق الدائم والمستمر مع السفير السعودي في بيروت.
وتخلص المصادر المعنية مشيرة الى ان التسوية باقية ولم ترحل لكنها متوعكة ومفرملة بفعل الخلافات المسيحية – المسيحية، وايضا لعدم نضوج او التوصل الى توافق ايراني – سعودي اذ ثمة معلومات تؤكد انه لم يحصل اي اتصال بين الرياض وطهران بصدد التسوية لانتخاب رئيس للجمهورية بحيث ليس من موفدين او تواصل او تنسيق او لقاءات في هذا الاطار، بينما يبقى ان تحصين هذه التسوية قائم بفعل المجتمع الدولي الذي ما زال على مواقفه وفي الساعات الماضية اكد كل من القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز والسفير الفرنسي ايمانويل بون في مناسبة اجتماعية امام مجموعة من الاصدقاء اللبنانيين بان واشنطن وباريس على مواقفهما من الحل في لبنان وتحديدا منذ اللقاءات الباريسية التي اجراها الرئيس سعد الحريري مع النائب سليمان فرنجية والتي واكبها وتابعها مع النائب وليد جنبلاط وعدد من القيادات السياسية اللبنانية وصولا الى ما يحصل اليوم من اتصالات لهذا الهدف.