IMLebanon

هذا ما يخاف منه الفاتيكان

اجمعت المواقف السياسية في الدقائق القاتلة لنهاية العام المنصرم الى بداية العام الجديد على بقاء واستمرار التسوية قائمة وقد كشف مرجع سياسي في عشاء وداعي لعام 2015 انه ابلغ من قبل سفراء اقليميين وغربيين على بقاء المبادرة التي اطلقها الرئيس سعد الحريري لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئىسا للجمهورية اي انها غير قابلة للتغيير والتبديل بأي تسوية او حلول اخرى وان كانت مصابة بكثير من العراقيل المحلية والاقليمية وتشبث البعض في مواقفهم على طريقة «عنزة ولو طارت».

هذا ما تجمع عليه اوساط عليمة التي تتحدث عن معطيات جديدة خلال الاسابيع الاولى من العام الجديد من شأنها ان تعيد احياء المبادرة الحريرية الباريسية والمدعومة من اطراف كثيرة محلية واقليمية ودولية وايضا من الفاتيكان وفي هذا السياق تشير مصادر مسيحية الى ان بعض المسؤولين الفاتيكانيين ابلغوا بكركي بضرورة الاستمرار في محاولة جمع القيادات المسيحية الاربعة وابلاغها بضرورة القبول في هذه التسوية والا ان يطلق البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مواقف داعمة للحل وما تم التوافق عليه في باريس بين الحريري وفرنجية ومباركة هذا التوافق على اعتبار ان الفاتيكان على بينة من التطورات الاقليمية والدولية الخطيرة والتي قد تعيد رسم خارطة المنطقة وتحمل متغيرات كثيرة على مستوى الساحة المسيحية في لبنان بمعنى عودة الخلافات واللجوء الى خطاب حقبة الثمانينات وهذا ما ادى لاحقا في تلك الفترة الى ابعاد المسيحيين عن المؤسسات الدستورية والدولة بشكل عام اذ التاريخ يعيد نفسه اذا استمر بعض القادة الموارنة في عدم قراءة هذه التحولات والمتغيرات.

وعليه تؤكد المصادر ان الكرسي الرسولي منزعج من هذه التصرفات وعودة الحملات على بكركي كونها تعيد ايضا التذكير بمرحلة قاتمة على المستوى المسيحي ادت حينذاك الى تهجير العدد الاكبر منهم وسقوط ضحايا وخراب ودمار وتشتيت لهذا المجتمع وفي غضون ذلك تشير هذه الدوائر الفاتيكانية وخلال وجود احد المسؤولين اللبنانيين في روما بأن لبنان امام فرصة مهمة لانتخاب رئيس للجمهورية هو رمز مسيحي وماروني حتى العظم وضياع هذه الفرصة قد يسبب ليس فقط ازمات وفراغ الى ما لا نهاية له وانما تغيير في الخارطة المسيحية السياسية وهذا له دلالات جدّ خطيرة على مستوى الوجود المسيحي في المنطقة المرسخ بفعل مسيحيي لبنان الذين لهم دورهم على كافة المستويات ويشكلون الثقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي ورافعة المسيحيين في هذا الشرق.

وتعتبر المصادر المذكورة ان الاسابيع الاولى من العام الجديد حاسمة لناحية تبلور صورة ومسار التسوية فإما تبقى قائمة من خلال ما تم التوافق عليه في باريس وصولا الى لبنان وعبر اللقاءات والمشاورات التي جرت على غير مستوى وصعيد والاّ سيبقى الفراغ الرئاسي على ما هو عليه لا بل قد يتحول الى ازمة نظام ومخاوف على هذه الكرسي الاولى والامور ليست مزحة بل ثمة جهات لبنانية واقليمية وغربية وتحديدا من الفاتيكان تحذّر من هذه المخاطر التي يجب ان يأخذها البعض بعين الاعتبار بعيدا عن سياسات التعطيل والعرقلة.