IMLebanon

هذا الحراك المحموم

لافتاً كان النشاط الحثيث الذي شهدته الساحة الداخلية، أمس، ارتباطاً بالإستحقاق الرئاسي. إذ فيما كان الوسط السياسي عموماً منشغلاً بتغريدة المستشار وليد بخاري القائم بالأعمال السعودي في لبنان، كان هذا الوسط منشغلاً بالكلام الذي نسب الى الرئيس نبيه بري… والكلامان على صلة وثيقة بانتخاب رئيس الجمهورية.

ولم يقتصر النشاط «المحموم» عند هذين الكلامين بل تعداهما الى حراكين بارزين. أولهما حراك رئيس حزب التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل الذي ترجم زيارات الى «حلفاء» فريق 8 آذار أو بعض اصلابه… وحراك المرشح الرئاسي الوزير سليمان فرنجية الى عين التينة.

بداية يجدر التوقف عند تغريدة البخاري الذي لم يكتف بأن أوضح انه أسيء تفسيرها ما أدّى الى «تحويلها عن مقاصدها» بل ذهب الى حد حذفها عن الموقع. وبذلك يلتقي هذا التصرف مع التوضيح الذي أصدره المكتب الإعلامي للرئيس نبيه بري نافياً الكلام الذي نسب اليه وفيه «لن أنتخب الجنرال ولو انتخبه جميع نواب كتلتي».

والواضح أن مبادرة الرئيس سعد الحريري أو «الأفكار» التي طرحها حول مبدئية دعمه ترشّح العماد ميشال عون للرئاسة قد لقيت أمس حراكاً موازياً من قبل الرابية فأضعف الإيمان أن يبادر العماد ميشال عون الى حراك سياسي لدى حلفاء حزب اللّه وحلفاء التيار الوطني الحر ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذا الفريق. ذلك أن اللغط مستمر طويلاً جداً حول تفرّد أطراف محسوبين حلفاء لصيقين بحزب اللّه، في إتخاذ المواقف المضادة للخيار المعلن من قبل سماحة السيد حسن نصراللّه. ليس من التبسيط إيجاد تفسير لهذا التفرّد خصوصاً من نائب حزب البعث، ومن كتلة الحزب القومي السوري، ناهيك بالموقف الحاد جداً من قبل الرئيس نبيه بري الذي يعتبره المراقبون رأس الحربة في الفريق الذي يعترض، عملياً، سبيل مبادرة الحريري واستطراداً يحاول أن يقطع الطريق على وصول الرئيس العماد ميشال عون الى القصر الرئاسي.

ويجب الإقرار بأن الرئيس سعد الحريري سجّل خطوة كبيرة جداً في دعم الجنرال. وبالتالي بات على «الحلفاء» (إن كانوا حلفاء للجنرال أو لحزب اللّه) أن يكونوا جديين في موقفهم. ونقولها بصراحة وصدق: ليس من السهل على اللبناني العادي أنْ يتقبل ببساطة أنّ حزب اللّه يقترع للعماد عون، بينما يقترع بعض من هم حلفاء استراتيجيون له لمنافس الجنرال. فالمسألة تحتاج الى كثير من الجهد حتى تتقبلها الرابية وأركانها.

في أي حال سيكون الإختبار الأكبر لهذه المسألة هو موقف الحزب عندما يعلن الرئيس سعد الحريري (مباشرة وجهراً) دعمه للعماد عون، وعندئذ يكون الجميع ليس أمام الحقيقة الصارخة وحسب، بل أيضاً أمام المسؤولية الكبرى.