صحيح أن التيار «الوطني الحر« نجح في إجراء اول تجربة انتخابية من نوعها، لكن النتائج التي سجّلت أظهرت ما يمكن وصفه بـ«خسارة جبران باسيل»، بحسب مصادر مطلعة عن كثب على مجريات الانتخابات، والتي أعادت النتائج التي أسفرت عنها الى الأسباب التالية:
1 – لم ينجح مرشح باسيل في جبيل ناجي حايك في ان يحوز الرقم الأعلى، لا بل حلّ ثانياً خلف النائب سيمون ابي رميا الذي حاز رقماً جعله من الارقام الصعبة في قضاء جبيل، لا على مستوى التيار فحسب، بل ضمن المعادلة الانتخابية وتحالفاتها. فحاز ابي رميا 696 صوتاً مقابل 344 صوتاً لناجي حايك، في حين ان المرشح الثالث بسام الهاشم لم يستطع الحصول على اصوات خارج إطار قريته العاقورة.
انتخابات جبيل العونية مثلت الخسارة الثانية لحايك ومن يمثّل بعد انتخابات هيئة القضاء، علماً ان حايك هو من منطقة جبيل الشمالية حيث الغالبية العظمى للمنتمين للتيار العوني.
وفي سياق متصل، غاب التنافس على المقعد الشيعي في جبيل، مع ان النائب عباس هاشم من اوائل المنتسبين الى التيار العوني، ورقم بطاقته (5).
2 – لم يتمكّن اي من المرشحين المقربين من باسيل في قضاء بعبدا من الاقتراب من الرقم الذي حققه منافس باسيل السابق على رئاسة الحزب النائب آلان عون الذي حصل على ضعفي عدد اصوات منافسيه، على الرغم من التدخلات الكبيرة لتطويق آلان عون، حيث اظهرت نتائج الانتخابات ان تحالف نعيم عون وآلان عون هو الاقوى في قضاء بعبدا.
3 – لم يستطع النائب امل ابو زيد، الوافد الجديد الى اللعبة الحزبية بدعم من باسيل، في أن يتفوّق على النائب زياد اسود، لان الارض اعطته الرقم الأعلى على منافسه، انطلاقاً من تاريخه الحزبي والمناطقي، ولا يخفى على احد حدة التنافس القائم بين اسود وباسيل.
4 – فرض الناشط المطرود من التيار زياد عبس نفسه في المعادلة الداخلية، اذ ان عدد الاصوات التي حاز عليها، وهو غير المرشح، ناصبت عدد الاصوات التي ذهبت لنائب رئيس الحزب الوزير السابق نقولا صحناوي، حيث أظهرت ارقام الاشرفية ان القيادة الشعبية تتقدم على الارستقراطية التقليدية.
5 – في المتن الشمالي، التي وصفت بحسب المتابعين، بأم المعارك، أظهر النائب ابراهيم كنعان انه الرقم الصعب في المعادلة المتنية، وأكد الرقم الذي حصل عليه ان ما من ثانٍ له في معادلة التيار المتنية، على الرغم من جملة تدخلات لصالح منافسيه، جرت من قبل رؤساء بلديات، واتصالات اجريت للتصويت لمنافسيه، والضغط على موظفين في مدارس ومعاهد ومؤسسات.
كما أظهرت المعطيات أن ضباطاً في الخدمة اتصلوا لتأمين اصوات لصالح المرشح طانيوس حبيقة.
وكان لافتاً للانتباه تصويت ناخبين من «عرب الفاعور» لصالح حبيقة، على الرغم من ثلاثة طعون قدّمت في عدم استحقاق انتسابهم للحزب، من دون ان تلقى آذاناً صاغية.
وعلى الرغم من صفة «الديموقراطية» التي تعطى لانتخابات التيار، الاّ ان هذه الديموقراطية حالت دون وجود منافس لباسيل في دائرة البترون، ففاز رئيس الحزب بالتزكية.
كل ما سبق يؤكد أن على التيار اجراء مراجعة للارقام والتداعيات، والمسار الذي يسلكه الحزب منذ وصول باسيل الى رئاسته. فالدعسات الناقصة تتوالى، والجسم الذي يترنح عند كل استحقاق، يحتاج الى اعادة تأهيل.