Site icon IMLebanon

هذا الاسبوع يَرسم نتائج الإنتخابات… والحريري واثقٌ ب الخرزة الزرقا

 

ليس غريبًا أن يكون الزعماء كلّهم في حال استنفار قصوى. فهذا الاسبوع هو الأهم على الإطلاق، في كل الفترة الفاصلة عن 6 أيار. وطبيعي أن يكون الرئيس سعد الحريري على تماس وثيقٍ مع أهل بيروت الذين سمّاهم أهل الوفا منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

الرئيس الحريري يدعو أهل بيروت الى التصويت بكثافة، ويحذّرهم من فئاتٍ تطرح مطالب أهل بيروت فقط من أجل الحصول على أصواتهم في 6 أيار. وفي أي حال، هو على ثقة في أن الخرزة الزرقا ستقف بالمرصاد لكل متاجرة ببيروت وأهلها.

***

في 26 الجاري تنتهي مهلة تسجيل اللوائح رسميًا، وسيكون كل طرفٍ قد عقَدَ قرانه على طرفٍ آخر أو أطراف أخرى في كل دائرة. وبالتالي، يكون قد قرّر في وجه أي طرفٍ سيخوض المعركة.

وبعد هذا التاريخ سيكون اللي ضرب ضرب، واللي هرب هرب. فلا مجال للعودة الى الوراء أو تبديل التحالفات واللوائح. وحتى لو وقع خلاف بين القوى المتحالفة في اللائحة، خلال فترة ال40 يوما الفاصلة عن الانتخابات، فعلى الجميع أن يبلَعها ويحلّ المشاكل إجباريًا وبالتي هي أحسن. هذه هي مقتضيات التحالف الإنتخابي.

ولذلك، الزعماء لا ينامون لياليهم، فيما نهاراتهم يقضونها جولات أفراحٍ وأتراحٍ، ووعودًا إنتخابية من دائرة الى اخرى. وفي مكاتبهم ومنازلهم يُقيم الخبراء الإنتخابيون، ليلَ نهار، يزوّدونهم بالمعلومات والأرقام ويقدّمون اليهم الإستشارات والنصائح.

وبعد 26 الجاري، سيصبح ممكنًا إجراء دراسات دقيقة لما ستحققه كل لائحة، في كل دائرة. ويمكن تقدير ما سيحصل عليه كل طرفٍ في الإنتخابات. وبالتالي، سيعرف الجميع، بصورة شبه مؤكدة، كيف ستكون خارطة القوى السياسية في برلمان 2018. وبكلمة اخرى، لمن ستكون الغالبية والغلبة؟

 

***

انتخابات 6 أيار لا تخلو من التعقيد بالنسبة الى القوى السياسية. وقد يكتشف بعضهم انه أقام التحالف الخطأ، مع هذا الطرف أو ذاك، في هذه الدائرة أو تلك، وانه ربما يخسر المعركة بسبب عدم خبرته بالإنتخابات في ظل النسبية والصوت التفضيلي.

فالزعامات اللبنانية اعتادت خوض الإنتخابات بالقانون الأكثري، حيث الذي يحصل على ٥١% من الأصوات يفوز ١٠٠% من المقاعد. وأما في القانون النسبي، فتتوزع المقاعد وفقًا لتوزّع أصوات الناخبين. وهذا أمر لم تختبره القوى السياسية.

وأما الأكثر أهمية فهو الصوت التفضيلي. هو ربما سيؤدي الى اندلاع حروب أهلية داخل اللوائح، حتى بين الرفاق داخل القوى السياسية ذاتها. والصوت التفضيلي سيؤدي الى التعاطي ب خبث بين المرشحين في اللائحة الواحدة. وهذا سيخلق أزمات بين المتحالفين وبين الرفاق داخل الأحزاب.

فكيف سيتفق المتحالفون في اللوائح على توزيع الأصوات التفضيلية؟ وكيف ستوزع الأحزاب أصوات قواعدها الناخبة على مرشحيها بشكل عادل؟

***

يبقى أن نقول: أي قانون انتخاب ربما تكون ايجابياته أكثر من سلبياته، وربما يكون العكس هو الصحيح. ولكن، هناك معياران ليصبح أي قانون انتخابي ايجابيًا: الأول هو صدق السياسيين في برامجهم ووعودهم، والثاني هو وعي الناخب وعدم انزلاقه وراء الشعارات الخادعة.

ومن هنا مغزى قول الرئيس سعد الحريري في إطلالاته البيروتية الأخيرة: علينا أن نحمي لبنان بأعمالنا، وعدم الاكتفاء فقط بالأقوال والشعارات التي يطرحها البعض في زمن الانتخابات وينساها بعد اقفال صناديق الاقتراع!