Site icon IMLebanon

من لا يسقط بالحرب يسقط بالعقوبات!

 

 

تحاول إيران جر أميركا الى معركة عسكرية بالرغم من معرفتها، سلفاً، بأنها لا تستطيع أن تتغلب على الاميركي، والعكس صحيح، ولكنها تراهن بأنّ أي معركة يشنها ترامب عسكرياً لا تلقى قبولاً لدى الاميركيين خصوصاً أنه وعدهم بعدم القيام بعمل عسكري إلاّ إذا تعرّضت القوات الاميركية لأي اعتداء.

 

طبعاً الايراني يراهن على استفزاز ترامب، لأنّ أي عمل عسكري قد يؤدي الى سقوطه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لذلك يلجأ ترامب في المواجهة مع إيران الى الحرب الناعمة (الاقتصادية).

 

قامت إيران بمحاولات عديدة استفزازية لجذب أميركا الى معركة ابتداءً من حادث التفجير لناقلتي النفط قبالة ساحل الفجيرة في الامارات العربية المتحدة، الى قصف «الأرامكو» في المملكة، الى استهداف السفينتين في خليج عدن بالطوربيد… ردّ الفعل الاميركي كان الحشد العسكري الضخم بما في ذلك استقدام ناقلتي الطائرات لينكولن و»يو اس اس ارلينغتون» وطائرات «ب-٥٢» القاذفة العملاقة والفانتوم ٣٥، والتلويح يومياً بالمزيد من الإمدادات والحشود، بما فيها حاملة طائرات ثالثة هي «ايزنهاور».

 

 

إذاً ترامب لن يقوم بأي عمل عسكري لأنه يريد خوض الانتخابات الرئاسية الاميركية فيتجنّب القيام بعمل عسكري يؤدي الى إسقاطه، لذلك فهو حريص كل الحرص على ألاّ تكون ردود فعله كما يرغب بها الجانب الايراني.

 

ما جرى يوم أول من أمس في خليج عدن مثال على ذلك، فيوماً بعد يوم تزداد معاناة إيران من الحصار الاقتصادي المضروب عليها بالعقوبات، وشركات «البتروكاميكال» التابعة للحرس الثوري الايراني ستتوقف جراء العقوبات، خصوصاً وأنّ الانتاج النفطي الايراني تراجع من ٤ ملايين برميل يومياً الى ٢٠٠ ألف برميل في هذه الأيام… وكلما ازداد الضغط الاقتصادي وتضاعف مفعوله كلما سيطر الجوع على الكثير من الايرانيين خصوصاً أنّ نحو ٣٠ مليون إيراني يتلقون مساعدات غذائية من الدولة التي لن تستطيع أن تواصل دعمها جراء الضائقة المالية من تراجع عائدات النفط الى المستوى الأدنى.

 

عوني الكعكي