IMLebanon

في خيط السفور!

خيط واحد يربط بين جملة مواقف «استثنائية» صبّت وتصب في الآونة الأخيرة في مجرى التحريض المكشوف والتهديد المباشر للسعودية من جهة وتركيا من جهة ثانية! أو بالأحرى، زيادة منسوب ذلك التحريض، ورفع منسوب ذلك التهديد إلى مستويات أعلى.

هويات المربوطين بذلك الخيط تمتد من عند جماعة بني حوث في اليمن إلى حيدر العبادي في العراق، إلى الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا، مروراً بوحدات «حماية الشعب» الكردية من جهة أولى وميليشيات «الحشد الشعبي» من جهة ثانية، وصولاً إلى أبو بكر البغدادي في الموصل.

تقاطعت مواقف وممارسات كل ذلك الخليط عند جذر واحد يتصل بإيران وبالمعارك التي تخوضها بالواسطة، أكان ضد السعودية وصولاً إلى التجرؤ على استهداف مكة المكرمة من قبل حلفائها الحوثيين، أو ضدها وضد تركيا من قبل «الخليفة الداعشي» الذي وصل به الغلوّ والشطط إلى طلب نقل الحرب إلى الداخل التركي واستهداف أمن المملكة بالإرهاب المباشر.

وذلك سياق تصاعدي ترافق ويترافق مع تصاعد وتيرة التنسيق السعودي – التركي المبني على أساس واقعي مفاده أن الدولتين مُستهدفتان باعتبارهما أهم ركائز الإسلام الأكثري في المنطقة والعالم.. وباعتبارهما خط الدفاع الأول في مواجهة خليط مركّب من المشاريع المضادة التي يسعى أصحابها إلى تنفيذها في أرض يعتبرونها سائبة وبين أقوام يفترضونهم ضعفاء!

ليس غريباً أن تذهب الجماعة الحوثية إلى التماثل مع «حزب الله» في الارتباط بإيران وأجندتها! وليس غريباً أن تخرج من التركيبة الحاكمة في بغداد أيضاً مواقف تدل على مدى ارتباطها بإيران وأجندتها ومتطلباتها! وليس غريباً أن يستمر بشار الأسد في غربته وأن يتهم السعودية وتركيا وكل عوالم المنظومة الشمسية بتدمير سوريا! وليس غريباً أن تصعّد «وحدات حماية الشعب» المرتبطة بـ»حزب العمال الكردستاني» لهجتها العدائية ضد الأتراك، وهي التي تقاتلهم أصلاً وليس غريباً، بعد ذلك، أو قبله، أن يخرج البغدادي من وكره لتأكيد أخطر وظائفه بنفسه لجهة استهداف القيم الإسلامية في عمقها ومحاولة ضرب نقطة الثقل فيها، أي السعودية، ثم توجيه أنظاره لضم تركيا إلى لائحة «الكفّار»!!

.. الغريب أن يصبّ كل ذلك الهيجان في مسرى واحد يخدم إيران أولاً وأساساً! وينخرط بوضوح(!) في لحظة التصعيد مع «جوارها»! ويتكامل مع خروج جنرالات حرسها «الثوري» إلى تظهير خطاب الصدّ والاستفزاز و»الانتصار» و»الإنجاز»!

وأغرب ما في هذه الغرابة، هو الإفراط في السفور ثم في الفجور.. كأن يدعو «خليفة الدولة الإسلامية» إلى استهداف أكبر دولتين إسلاميتين في المنطقة، «وينسى» كل من فتك ويفتك بالعرب والمسلمين! ثم أن يوجّه الحوثي صواريخه باتجاه مكّة المكرّمة!