وأخيراً ردّ الرئيس سعد الحريري على النائب وليد جنبلاط على “تويتر” يعني على الإعلام الجديد الذي أصبح اليوم لغة الشباب.
لا يهم ما يقوله الزعيم وليد جنبلاط لأنه خلال سنوات يرمي التهم شمالاً ويميناً ولم يترك زعيماً أو مسؤولاً إلاّ تناوله.
والمصيبة أنّ اتهامات جنبلاط عشوائية إذ لا تستند الى أي تأكيدات أو وثائق أو إثباتات كما يجب أن تكون، خصوصاً عندما تصدر هذه التهم عن مرجعية سياسية كبرى بوزن الزعيم وليد جنبلاط… وهذه ليست المرة الاولى التي “يفوت بها في الزجاج”، إذ انّ أسهل شيء في حياة الزعيم أن يتقلّب من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين.
والزعيم يمشي على مبدأ المثل السائر: “كل من تزوّج امي يصبح عمّي”.
هذه المقدمة كلها لكي نعطي القارئ صورة شبه واقعية عن حقيقة الزعيم الذي فاجأ الجمهور بانقلابه على حليفه الكبير الرئيس سعد الحريري.
كثيرون لا يزالون يتساءلون عن حقيقة الخلاف، وهنا لا بد من قول ما نعرفه:
أولاً: يبدو أنّ المملكة العربية السعودية لم تعد تهتم بوضع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط كما كانت أيام المغفور له الملك عبدالله، يعني ما في بنزين.
ثانياً: الوضع الاقتصادي السيّىء في لبنان حرم الزعيم من الحصول على وزارات دسمة يمكن تعويض بعض الخسائر فيها، والاستفادة من الخدمات والمشاريع التي تعود على الزعيم بالفوائد.
ثالثاً: في الأيام السابقة، وعلى مدى أكثر من 8 سنوات، أي بعد اغتيال شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري، واصل نجله الرئيس سعد الحريري تقديم مساعدات وخدمات الى عدد كبير من الزعماء والسياسيين والنواب ولم يستثنِ أحداً من الذين كانوا يستفيدون أيام الشهيد الرئيس رفيق الحريري، وبالمناسبة في بعض الأحيان ذهب الشيخ سعد أكثر وأبعد من والده، إذ معروف عنه أنه من أكرم بني البشر.
رابعاً: النقطة الحساسة جداً في تركيبة وزعامة الزعيم وليد جنبلاط هي موضوع قانون الانتخابات خصوصاً أنّ رئيس الجمهورية ومعظم الزعامات المسيحية تطالب بقانون جديد يعطي المسيحيين الحق في اختيار ممثليهم بالرغم من أنّ هذه العقدة هي ضد الإنصهار الوطني وضد العيش المشترك ولكن هذا المطلب موجود عند أكثرية المسيحيين.
وكما يقولون إنّ “جحا لا يستقوي إلاّ على خالته”… من هنا كان على الزعيم أن يتهجم على دولة الرئيس سعد الحريري…
ولكن نقول له: يا حضرة الزعيم هذه المرة لم تسلم الجرّة لأنّ معركتك خاسرة سلفاً ولأنّ تاريخك في موضوع الرشى والسمسرات لا يشرّف، وللتذكير فإنك في مرة من المرات اعترفت: “اننا احتجنا بعض الفلوس فأخذناها من السيّد ابو علي بدير” يعني قصة الكوستا براڤا وهي مشهورة جداً والناس يتذكرونها… وهنا يا وليد بك القاصي والداني يعرف أنك تملك ثروة مالية كبرى تصل الى المليارات والكل يعرف كيف عملت، ومعروف الذي بنى تلك الامبراطورية… وهذا معروف من الجميع… لن أطيل الحديث في هذا الموضوع ولكن كنت أتمنى عليك ألاّ تقرب من الرئيس سعد الحريري لأنه لم يسىء إليك في يوم من الأيام في حياته!
كما انك عندما تتهجم على دولته بأنك تريد تبليط البحر من ردم “سوليدير” فيكفي فخراً وعزة أنّ مشروع “سوليدير” وحّد بيروت بعدما كانت مقسومة بين شرقية وغربية وأنّ هناك 300 ألف مواطن مهجر حصلوا على تعويضات وصلت الى 600 مليون دولار لم تدفع الدولة من صندوقك (أي صندوق المهجرين) دولاراً واحداً منها، وكذلك أصبحت هذه المنطقة أجمل منطقة في لبنان يفاخر بها اللبنانيون أمام السياح والعالم قاطبة، فهل كنت تريدها أن تكون مثل الاوزاعي من دون سوليدير؟!.
وهنا مقارنة بسيطة بين ما فعلت “سوليدير” بالمهجرين وما فعلته حضرتك في وزارة المهجرين. أنت تعرف والعالم كله يعرف ما فعلت، فإذا كنت تريد بلاطاً فلا توجد مشكلة، يمكن تأمينه من صديقك الوزير نقولا فتوش.
عوني الكعكي