من المفترَض أن تبدأ عائلات العسكريين التسعة المخطوفين لدى «داعش» تحرّكها باتجاه المسؤولين المعنيين في الدولة اعتباراً من الاثنين المقبل، حيث سيكون اللقاء الأول مع وزير الصحة وائل أبو فاعور، على أن تليه لقاءات مع رئيس الحكومة تمام سلام وأعضاء خلية الأزمة، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
تدرك العائلات أن مهمتها لن تكون سهلة، وأنه سيعتريها العديد من العقبات والعراقيل، وفي مقدّمتها انقطاع أخبار العسكريين التسعة منذ سنة كاملة، وعدم وجود مفاوض حقيقي يستطيع التواصل مع قيادات «داعش» الغائبة تماماً عن السمع لمعرفة المطالب التي يريدونها.
لذلك، فإن اللقاء مع الوزير أبو فاعور سيتمحور حول كيفية إيجاد هذا المفاوض الذي يستطيع بداية أن يثبت للدولة اللبنانية أن العسكريين التسعة بخير وبصحة جيدة، من خلال تسجيل فيديو يوضع بتصرف اللواء إبراهيم ليبدأ مسيرة التفاوض على أساسه.
ولم تستبعد مصادر العائلات التوجّه نحو سجن رومية، وتحديداً المبنى «ب»، والاستعانة بعدد من الموقوفين الذين أوقفوا مؤخراً وكانوا على تماس مباشر مع قيادات «داعش» وذلك للحصول منهم على معلومات، أو للقيام بهذه المهمة عبر بعض الاتصالات، لكن شرط أن تسمح الحكومة بذلك، نظراً لحساسية هذا الأمر، لكن العائلات تعتمد على الوعد الذي أطلقه رئيس الحكومة تمام سلام خلال استقبال العسكريين الـ 16 المفرَج عنهم من قبل «جبهة النصرة»، لجهة أن الدولة مستعدة للقيام بكل ما يمكن لمعرفة مصير العسكريين التسعة، وأن هذا من شأنه أن يذلل هذه العقبة.
وما يثير مخاوف الأهالي أنه بالرغم من إعلان الحكومة عن استعدادها للتفاوض مع «داعش» بشأن العسكريين التسعة، فان التنظيم لم يبادر حتى الآن الى إجراء أي اتصال بأي من المفاوضين السابقين، أو مع أي من المفاتيح المعتمدين، وهذا أمر لا يبشر بالخير، علماً أن الأهالي وصلتهم تأكيدات أن المخطوفين التسعة ما يزالون في منطقة ما في الجرود، وما يعزّز هذه التأكيدات هو أن وفد العائلات عندما صعد الى الجرود قبل نحو شهرين لزيارة العسكريين، التقى بأحد الأشخاص الذي أبلغ الأهالي أنه من قياديي «داعش» وطمأنهم بأن أولادهم بخير، لكن لا يمكن رؤيتهم.
وتشير مصادر الأهالي إلى أن اللقاء الذي عقدوه في منزل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري يوم الخميس الفائت كان إيجابياً، وأن فاعليات من عرسال أعربوا عن تضامنهم معهم ووعدوهم بإرسال أكثر من وسيط الى الجرود للتفتيش عن أي خيط يمكن أن يتم التواصل عبره مع الخاطفين، لكنهم لم يعودوا حتى الآن بأي معلومة إيجابية.
ويؤكد نظام مغيط (شقيق المؤهل المخطوف إبراهيم مغيط) أن الأمور ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، ونحن لنا ملء الثقة باللواء عباس إبراهيم الذي وعد ووفى في المرحلة الأولى من تحرير العسكريين، ونعلم أنه لن يألو جهدا في بذل كل الجهود من أجل إنهاء هذا الملف وإيصاله الى خاتمته السعيدة.
ويقول مغيط لـ «السفير»: نحن مستمرون في تحركنا، وبعد تحرير العسكريين الـ 16 سنكون أكثر نشاطاً ومتابعة مع المسؤولين المعنيين، فهؤلاء أولادنا، كما هم أبناء الدولة التي يجب أن تبذل جهوداً إضافية، محلية وإقليمية لتستعيد حريتهم ولتستكمل استعادة هيبتها، ونحن سنبقى متواجدين في خيمة الاعتصام، وننتظر أية معلومة يمكن أن تنير لنا النفق المظلم الذي نسير فيه ضمن هذا الملف.
ويناشد مغيط الخاطفين أن يتلقفوا إعلان الدولة اللبنانية استعدادها للتفاوض، وأن يبادروا الى كشف مصير العسكريين التسعة، لوضع حد لمعاناة الأهالي.