Site icon IMLebanon

ثلاثة مجرمين لا يصنعون السلام  

 

 

صور رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو وإلى جانبه وزير الدفاع يواف غالانت والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس خلال مؤتمر صحافي وخلفهم أربعة أعلام إسرائيلية..

 

ما لفت نظري لباس أسود موحّد بين المجرمين الثلاثة، وكذلك وجوههم العابسة والمكفهرّة وكأنهم في مأتم.

 

انطلاقاً من ذلك أقول: كيف يمكن لهؤلاء المجرمين أن يصنعوا سلاماً؟

 

الصورة تدل على ان هؤلاء لا يفهمون إلاّ لغة واحدة هي لغة الحرب والقتل والتدمير.

 

إذ يبدو أنّ عملية «طوفان الأقصى» قد أفقدت القيادة الاسرائيلية توازنها، لذلك تراها تتخبّط يومياً بآراء مختلفة، علّها تجد الطريق للوصول الى الشعارات التي رفعتها.

 

نبدأ بالشعار الأول وهو القضاء على حركة حماس… هذا هو المطلب الأوّل… ولكن يبدو، بعد مرور أكثر من شهرين، أنّ تحقيق هذا الهدف يبدو مستحيلاً… لا بل ان النتائج التي تحصل عليها إسرائيل جاءت عكسية. ولا بد من الإشارة الى عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي الذي لم يشهد في تاريخه هذه الأرقام المخيفة.

 

ليس عدد القتلى فقط هو اللافت والمرتفع، بل ان قيادات كبيرة في الجيش الاسرائيلي برتبة عميد وعقيد ومقدّم قد لاقوا حتفهم.. وهذه أوّل مرّة تحصل داخل الجيش الاسرائيلي.. والمشكلة الثانية الأرقام بالخسائر البشرية التي لم يَعْتد عليها المجتمع الاسرائيلي.. وهي أيضاً ليست في قاموسه ولا في عقيدته، إذ من المعروف أنّ اليهودي جبان… همّه الوحيد شيئان أن لا يموت ثم المال… وهو يعبد المال كما يمارس عبادته التلمودية.

 

من ناحية ثانية، فإنّ الحال الثانية التي يواجهها الجيش الاسرائيلي هي تعطيل حركة الدبابات، فأفلام الفيديو التي نشاهد فيها كيف يهجم المقاوم الفلسطيني على الدبابة ومعه صاروخ «ياسين» الذي سمّي على اسم مؤسّس حركة حماس المرحوم الشيخ أحمد ياسين الذي اغتاله الجيش اليهودي بصاروخ في وسط النهار.. هذا البطل الذي يهجم على الدبابة وكأنه في نزهة غير خائف من هيبة الدبابة ولا تكلفتها التي تصل الى 10 ملايين دولار، هذا الصاروخ الصغير المصنّع في غزّة والذي تبلغ كلفته 300 دولار أميركي يفعل أفعاله في تدمير الدبابات، بالإضافة الى مصطلح جديد اسمه «زيرو مسافة»، هذا المصطلح الجديد استطاع تدمير حوالى 600 دبابة ميركاڤا، فخر الصناعة العسكرية الاسرائيلية.

 

أما ثالثاً، وهو ما يفاجئ إسرائيل، فهو هذا الصمود غير المعقول وغير المحسوب، حيث كان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يعتقد ان القضاء على حركة حماس لا يحتاج إلاّ الى أيام معدودة… ليتفاجأ بعد مرور 69 يوماً انه لم يستطع أن يفعل شيئاً، وأنه بحاجة الى عدّة أشهر كي يحقق هدفه -حسب كلام وزير الدفاع وحسب التصاريح التي تصدر عن القيادة العسكرية الاسرائيلية-.

 

والأنكى بالنسبة الى نتانياهو ان الوقت ضدّه، خصوصا ان سيف العدالة والسجن ينتظره حسب المحكمة التي يحاكم أمامها بتهمة الرشوة والفساد.. وهذا موضوع لا يستهان به بالنسبة للنظام الاسرائيلي.

 

رابعاً: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واقع في حيرة، إذ كان يظن انه بتدمير مباني وبيوت أهل غزة فوق رؤوس الشعب المظلوم سوف يجعل حركة حماس تستسلم، ولكن هذا لم يحصل.

 

خامساً: جرّب موضوع «الترانسفير» Transfer إذ طرد مليوني فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في غزة الى الحدود مع مصر ظناً منه ان هذا قد يعطيه فرصة ضغط لاستسلام حركة حماس، وهذا أيضاً لم يحصل… بل ان الحركة تحقق يومياً المزيد من الانتصارات التي فاقت توقعات جميع المراقبين والمحللين العسكريين.

 

سادساً: وهي النقطة الأهم التي تواجه نتانياهو هي موضوع الأسرى، إذ بعد مرور 69 يوماً لم تستطع إسرائيل أن تعرف أي معلومة عن هذا الملف: أين هم؟ وماذا يفعلون؟ جرّبوا مرة واحدة ليتبيّـن ان الكمين الذي نصبه أبطال «الطوفان» لهم انعكس على المجموعة الاسرائيلية التي كانت تظن انها أوقعت حركة حماس.

 

انتصر أبطال «الطوفان» انتصاراً كبيراً في هذا الملف الذي لا حلّ له إلاّ بالحوار.

 

وهكذا، فإنّ إسرائيل لا تعرف ماذا تفعل، حيث انها لم تقو إلاّ على تهديم بيوت أهل غزّة وقتل أكبر عدد من الاطفال، حيث وصل العدد الى 10 آلاف طفل، ومحاولة تهجير الشعب الغزاوي من الشمال الى الجنوب وإلى الحدود مع مصر، ولكن من دون أن يقبل الشعب الفلسطيني الذي يقول إنه لن يكرّر خطأ الهجرة الأولى عام 1948 وهو باقٍ في أرضه وبيته مهما حصل.