الايام الباقية من الاسبوع، لن تشهد على الصعيد المحلي اي نشاط يذكر على صعيد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، لان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيمضي هذه الايام في روما حيث يلبي دعوة الرئيس الايطالي، وبالتالي فان هذه الفترة لن يستفيد منها سوى سعد الحريري، لدرس وتمحيص نتائج المباحثات التي اجراها عون مع رؤساء الكتل النيابية ورؤساء الاحزاب المشاركة في الحكومة اضافة الى حزب الكتائب ومراجعتها مع الدول الشقيقة والصديقة، التي كان لها شأن في استقالته وفي تريث تقديمها، ليبني على الشيء مقتضاه، هل يكمل رحلة الاستقالة او يكمل رحلة الاستمرار رئيساً للحكومة.
الاشارات حتى الان، غشّاشة، لانها لا تعكس حقيقة الامر بوضوح، ففي حين يبدي رئيس الجمهورية تفاؤله بنتائج المباحثات التي اجراها ويأمل ان يحمل الاسبوع المقبل المزيد من الايجابيات، ويشاركه في الارتياح رئيس مجلس النواب نبيه بري وجميع قوى 8 آذار وعلى رأسهم حزب الله، اضافة الى النائب وليد جنبلاط، لا يصدر عن قوى 14 آذار، وفي مقدمها تيار المستقبل ما يدل على انها مقتنعة بان الرئيس عون سينجح في تحقيق خرق بمواقف حزب الله المعروفة، ان كان على صعيد العلاقات مع الدول العربية، وفي شكل خاص مع الدول الخليجية، او على صعيد البحث في موضوع سلاحه داخلياً، ولذلك فان الحريري يردد في كل مناسبة او مقابلة انه سيقدم استقالته رسمياً ان لم تستجب مطالبه، وهو امتنع عن المداومة في القصر الحكومي ويستقبل زواره في بيته، ولم يعرف اذا كان يصرف الاعمال كرئيس حكومة كامل الاوصاف، او كرئيس لحكومة مستقيلة، وفي الحدود الدنيا، على الرغم من انه لم يخف سروره من خروجه من لقائه مع الرئيس عون.
* * *
بانتظار عودة الرئيس عون من روما بعد ثلاثة ايام، هناك همس بأن سعد الحريري الذي لم ينف امكانية اجراء تعديل في حكومته في حال عاد عن استقالته، قد يعالج الخلل الذي ظهر بقوة في تياره على صعيد بعض القيادات والنواب والوزراء، وفي الوقت ذاته، قد يبدأ الحوار مع حليفه الاساسي في قوى 14 آذار، الدكتور سمير جعجع، لمعالجة الندوب التي اصابت العلاقة بين حزب القوات اللبنانية وبين تيار المستقبل، على خلفية الاتهامات التي طالت الدكتور جعجع من قبل فريق معيّن في تيار المستقبل، تبنّى سريعا وعن سابق تصوّر وتصميم، الاتهامات والشائعات التي تقول بأن جعجع «خان» الحريري وحرّض عليه القيادة السعودية، وحملها في كل مناسبة متاحة لتشويه موقف جعجع ودّق اسفين في العلاقة الاستراتيجية بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل، وعتب جعجع على الحريري ولم يبادر الى الاتصال به بعد عودته الى لبنان، لأن الحريري قصّر في معالجة الخلل في تياره، ولم يأخذ التدابير الرادعة بحق المحرّضين على جعجع، الذي ذكّر الحريري ومن يحرّض عليه، بالمواقف التي وقفها الى جانب الحريري في مناسبات عدة سابقة، حيث لم يجرؤ عليها، حتى من يعتبر نفسه قريبا من الحريري.
يفترض ان يكون الاسبوع المقبل، محطة فاصلة في مصير بقاء الحريري او تأكيد استقالته، فهل يكون ايضا محطة فاصلة في تعميق الندوب بين جعجع والحريري؟ او بالتئامها نهائىا؟