Site icon IMLebanon

جلسة الخميس  علامة استفهام

قضية اعتقال الشيخ احمد الاسير لن تشغل اللبنانيين طويلاً عن همومهم السياسية. وفي طليعة هذه الهموم اجتماع مجلس الوزراء هذا الاسبوع. هل من جلسة يوم الخميس، ام هي بداية الدخول في مناخ التعطيل المتمدد من رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب؟

ميزان الطقس الحكومي، يتوضح اليوم الاثنين، حيث يفترض ان يوجه الرئيس تمام سلام الدعوة لجلسة الخميس ضمن مهلة ال ٧٢ ساعة التي تبدأ اليوم الاثنين، واذا لم يفعل، معنى ذلك ان مجلس الوزراء دخل في اجازة…

الاوساط المتابعة ترجح ان لا تكون ثمة جلسة لمجلس الوزراء هذا الخميس، لانتفاء المعطيات الضامنة لجلسة منتجة، قادرة على اقناع الوزير بطرس حرب بالعودة عن اعتكافه، على اعتبار ان التيار الوطني الحر ما زال على شروطه المتصلة بآلية عمل مجلس الوزراء، وحزب الله متضامن معه في السراء والضراء، كما يقول النائب علي فياض، وهذا ما يصفه النائب ابراهيم كنعان بالشراكة الفعلية، متخطياً خفض الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله رتبة العماد ميشال عون من مرشح رئاسي وحيد، الى ممر الزامي للرؤساء.

والراهن ان الحزب يكسرها ويجبّرها، يسحب من العماد عون تبنيه المطلق لترشيحه للرئاسة، ثم يعوّض عليه باعلان الالتزام بعدم تجاوز مكون سياسي اساسي اسمه العماد عون…

الامانة العامة ل ١٤ آذار، تحث الرئيس سلام على الاقدام مستفيداً من الضمانات الدولية والاقليمية المعطاة لحكومته، وقد وصفه منسق الامانة العامة د. فارس سعيد بأقوى رجل سياسي في لبنان اليوم، ودعاه الى أخذ موقع الكونت على رأس الطاولة، لكن سلام الوسطي الاجماعي، ما زال يرى في وقت الحلول المحلية متسعاً، تبعاً لاتساع الاوقات الاقليمية، رغم خشية البطريرك بشارة الراعي، من ان يطال سيف التعطيل الذي ضرب رأس الجمهورية، وفعل فعله في مجلس النواب، آخر المؤسسات الدستورية الباقية، التي هي الحكومة…

ويقول زوار الديمان بهذا الصدد ان غبطته كان على تواصل مع التيار الوطني الحر، وقد اشترط موافقة النواب الموارنة على أي اسم يطرح للرئاسة، وكان جواب التيار: الموضوع عند حلفائنا…

وبسؤال الحزب عبر لجنة الحوار الخاصة مع بكركي، كان الجواب: الموضوع عند العماد عون…

وبين حانا ومانا ضاعت لحانا… حتى كان الموقف الأخير للسيد حسن نصرالله، الذي حوّل العماد عون من مرشح فافوري للرئاسة الى مرشح للرؤساء… وبمعنى آخر أعطاه حق الفيتو…

لكن الأوساط السياسية المتابعة، مطمئنة الى هبوب رياح التسويات على المنطقة انطلاقاً من اليمن فسوريا، ومن ثم لبنان حتماً.

وستكون انطلاقة الحلّ في لبنان بانتخاب رئيس الجمهورية، فلا انتخابات نيابية قبل الرئيس، ولا استطلاعات رأي جادّة ولا أي شيء من تلك السفسطات الهادفة الى رشّ المسامير في طريق عربة الحلول.

وفي غضون ذلك، يستمر الاستقرار المالي والسياسي على ما هو عليه، رغم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا على صعيد التيار الكهربائي والنفايات التي حوّلتها المحاصصات السياسية الفاقدة لكل الاعتبارات الوطنية والأخلاقية، الى نفط لبنان الكامن فوق الأرض.

وواضح للمتابعين ان الرئيس العتيد لن يكون من ٨ أو من ١٤، ولن يكون على التزام حزبي أو سياسي مرتبط بقوى خارج الحدود، فالثوب المستعار لا يدفئ ولا يدوم.