Site icon IMLebanon

من أحبط تحرّك الخميس… ولمصلحة من ؟ السراي مرتاحة لوضعها … والشغل «عالقطعة» 

 

 

على ذمة وزير الداخلية والبلديات، الاوضاع الامنية في البلد جيدة جدا، رغم تضاعف نسب النشل والسرقة والقتل والفلتان بكل حالاته، ورغم تجنيد شباب طرابلسيين لمصلحة تنظيم «داعش»، وان اختلفت ارقامه عن ارقام الاجهزة الامنية الاخرى، دون ان ننسى ايضا الحديث المتزايد عن بؤرة «البداوي» في عاصمة الشمال التي استفاق «مايسترو ما» على نبشها من الارشيف، كل هذا دون الحديث عن التفجيرات والانفجارات من هنا وهناك، حتى كاد اللبناني «مش عارف وين الله حاطو» بين التسريبات الامنية من جهة، والكلام الوزاري من جهة اخرى، اللهم الا اذا كان مقياس القاضي بالنسبة «ليلي جايي».

 

ففي بلد « العجايب غرايب» ، كان يكفي ان يقرر احد الاطراف هز العصا لينزل الدولار دفعة واحدة، قبل ان يعاود التذبذب ضمن المرسوم، بالتأكيد ليس بسبب غضب طليس ومن معه، بقدر ما هو مرتبط بابعد من ذلك من استعدادات لاطراف لم تكتمل بعد لهضم سعر تحرير صرف الدولار وربما «دولرة» السوق اللبناني.

 

فطبيعي في بلاد «الشيء بالشيء يذكر» ، حيث يحضر الفقر والجوع والاشمئزاز والافلاس والانهيار و»شو ما بدك قول»، ليغيب الغضب وحده عن الساحة مع تسليم الشعب امره لربه و»ابعد شوي»، واستمرار الطبقة الحاكمة في ممارستها واثقة ان «ماشي بزحزحها « عن عرشها، يتبين يوما بعد يوم ان الصراع الذي كان ذات يوم صراعا بين شعب وحكام ، بات اليوم مواجهة داخل الدولة وبين «دكاكينها»، مستخدمة الشارع والاعلام لغة للتخاطب ولايصال الرسائل، مع اختلاط «الحابل بالنابل» الذي «كعي» امامه اهم المحللين عن فهمه وتحليله. فحزب الله يتظاهر «سولو» امام مصرف لبنان طالبا «راس الحاكم « ، اما الاتحاد العمالي العام فيتظاهر باسم «امل» دون ان يجد من يؤيده او يواجهه، بطول لبنان وعرضه، لدرجة ظن البعض معه ان «استيذ عين التينة» في ورطة ما بعدها ورطة متروكا وحيدا، متناسين ان براغماتية «ابو مصطفى» لطالما حوّلت هزائمه الى انتصارات، والا كيف بقي حتى اليوم؟ والاهم من احبط التحرك المنسوب اليه ؟ ومن المستفيد مما حصل؟

 

اما في بعبدا، فرغم «ايدين بيّ الكل المفتوحة» للحوار متى اراد «الشباب» ذلك، فان المصادر المتابعة تؤكد ان لهجة البيان الرئاسي التي حافظت على مفرداتها لجهة توصيف الاطراف وتوزيع الاتهامات تجعل من انعقاد اي طاولة في بعبدا، ليس فقط مجلس الوزراء»، من «سابع المستحيلات»  معتبرة ان لا عودة للحياة الى طريق القصر الجمهوري الى ان يكتب الله امرا كان مفروغا، متسائلة عن اسباب انقلاب الصورة بين اطلالة الصهر الاربعاء، وبيان الخميس، وهوية الجهة التي تدخلت لقلب الموازين لمصلحة عدم انعقاد الحوار بمن حضر.

 

اما في السراي التي «تغني على ليلاها» «ديو» مع الثنائي الشيعي، في تناغم قل نظيره، حاسما خياره بالمواجهة مع العهد ومن معه، بعدما راهن كثيرون على تحالف ميقاتي-باسيل لبناء ثنائية ما بعد العهد، في مؤشر واضح الى الفترة القادمة، حيث ترى مصادر برتقالية ان رئيس الحكومة كسب رهانه في حال حصول فراغ رئاسي، بان يكون الحاكم الفعلي للبلد مع حكومته سواء كانت اصيلة ام مصرّفة للاعمال، لذلك اختار الاصطفاف في الخندق الآخر، بغض النظر عن التفاهم بين الحزب والتيار من عدمه، معتبرة ان رسالة ميرنا الشالوحي وصلت واضحة، وان كانت اي خطوة في اطارها تبقى رمزية، وهو ما جعل «الميقاتي» يعمل «عالقطعة» عله يسجل النقاط ليس آخرها تظهير نفسه «بطل الغاز» الذي افرج عنه فور عودته من القاهرة، في استراتيجيته «باللعب عالقطعة».

 

«صفر نتيجة» سياسيا ومطلبيا، فالجمود السياسي باق على حاله ، حيث لا اتصالات لايجاد مخارج للازمات السياسية ، فيما الاوضاع المعيشية من سيئ الى اسوأ، على وقع دولار «ما الو رب لا بالطلوع ولا بالنزول»، وسفيرة اميركية تبشر باستثناءات من عقوبات ، كل واحد «عم يقراها على طريقته»…. اما الشعب «فغاشي وماشي على ما تقدر الطبقة».