وثائق وتقارير تكشف ضلوعه في تبييض الأموال وتهريب المخدرات
هكذا يموّل حزب الله «حلال» مشاريعه ومؤسساته
في الثامن من كانون الثاني عام 2012، قرر الأمين العام لـ«حزب الله« السيد حسن نصرالله ان يستبدل دوره الهجومي والتهديدي، ويلعب دور الواعظ، دور «حامي منظومة الاخلاق الحميدة« بشكل سطحي وسخيف، وفي خطاب له امام جمهوره اتى بعد بدء العديد من وسائل الاعلام الاجنبية والعربية بنشر تقارير امنية تؤكد ضلوع الحزب بعمليات تجارة المخدرات وتبييض اموال ضخمة، أتحف نصرالله جمهوره واللبنانيين بنكران هذه الوقائع وتفسيره لما يجب وما لا يجب فعله في العمل السياسي قائلا «نحن متهمون باننا نتاجر بالمخدرات والقيام بعمليات غسيل اموال، اي اننا منظمة «إجرامية« كما الاتجار بالبشر.. هيدي آخرتنا«، مشيرا إلى أن «تجارة المخدرات بالنسبة إلينا حرام، وأيضا أغنانا الله بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام، ونحن لسنا محتاجين«. كما أكد: «إننا لا نغسل أموالا ولا نغطي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر، وبعض ما هو حلال ومباح من الناحية الفقهية لا نقوم به كالتجارة، فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم، لا في الداخل ولا في الخارج«.
اليوم اعيد نشر هذه الوثائق والمعلومات بكثرة في الاعلام الغربي والعربي اضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مواجهة الحزب لاكثر العقوبات الاقتصادية والمصرفية ايلاما في تاريخه، تحاصره وتحاصر مؤسساته وموارده التمويلية والعديد من افراده حد الخنق، تزامنا مع استمرار خوضه الحرب السورية وما «تدره« عليه من خسائر بشرية تخطت كل التوقعات.
وثقت اهم التقارير بالتفصيل كل العمليات التي تم كشفها في الاعوام ما بين الـ2005 والـ2016 ومنها من يعود عملها الى الثمانينات، حيث تظهر وبوضوح اتكال حزب الله وبشكل اساسي على تصنيع وتجارة المخدرات والاتجار بها وجني ثروات طائلة من خلال ادارة شبكات دولية تركزت اهمها في المربع الاميركي اللاتيني الاكوادور، البرازيل، الارجنتين وكولومبيا حيث تتم عملية التصدير الى اوروبا وافريقيا ودول الخليج والدول التي تشهد نزاعات دموية، ومنها تعود عائداتها الى تلك البلدان عن طريق عمليات تبييض الاموال لصالح الحزب. تكثر الاسماء اللبنانية اللصيقة بالحزب والمتورطة في عمليات التهريب التي تم ضبطها، وبحوزتها كميات هائلة من المواد المخدرة في مطارات اوروبا والمانيا وهولندا على وجه الخصوص، ومنها من اعتبر «على علاقة وثيقة بالدوائر العليا بالحزب وامينه العام تحديدا«، وصولا في العام 2011 الى تقدم مدعين اميركيين بدعوى ضد مؤسسات اميركية ولبنانية بتهمة غسل اموال شبكة تجارة مخدرات دولية يديرها «حزب الله«، اضافة الى كشف ادارة مكافحة المخدرات الاميركية في العام 2016 عن عملية دولية اسفرت عن اعتقال افراد شبكة تابعة لـ«حزب الله« متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات ارهابية في لبنان وسوريا.
وتشرح التقارير كيفية امساك «حزب الله« بعنق الدجاجة التي تبيض له ذهبا في اميركا اللاتينية منذ ما يقارب العقدين عن طريق تحالفه مع الكارتيل الكولومبي الخطيرOficina de Envigado أو «مكتب إنفيغادو« وهو منظمة اجرامية متورطة بأكبر جرائم القتل في كولومبيا. اما الثروة التي يجنيها من المخدرات الكولومبية حصرا فهي من خلال تولي الحزب تبييض الاموال عبر شركات واعمال تجارية، ومن ثم ضخ ارباحه الخاصة بأجهزته لتمويل حربه في سوريا وبعدها تقوم شبكة «حزب الله« بإعادة تحويل الاموال الى الكارتيل الكولومبي بعد تبييضها. فيما اوردت بعض التقارير الاخرى معلومات مؤكدة ان المستهدف الاول من المخدرات في مناطق الحروب التي يشارك فيها «حزب الله« هم الشباب من الجنسين وكذلك صغار السن، كما اكدت ان «عناصر واجهزة الامن في هذه البلدان هي التي تعمد الى توزيع هذه المواد او تغطية شبكات التوزيع«.
انجازات «حزب الله« في هذا المجال ليست الاولى من نوعها، بل سجله مليء بانجازات مماثلة خاصة بالشبكات العاملة في سوريا اثناء الحرب، وفي هذا الاطار اشار العديد من المصادر من الداخل السوري الى ان «سوريا اصبحت مستهلكة للمخدرات بسبب حزب الله فيما يحاول ضباط النظام اغراق المنطقة بالحشيش وبالتالي فان قسما كبيرا من عائدات الحزب المالية في سوريا هي من خلال المخدرات. واظهرت تحقيقات عدة ان محتوى المخدرات المكتشف في سوريا يبين وصولها عن طريق لبنان فيما كانت المخدرات سابقا تعبر من سوريا الى الخليج العربي«.
اما بخصوص «نظرية« نصرالله عن تلقيه الدعم الايراني على كل المستويات والى ابعد الحدود ما يجعله مستغنيا عن اي مورد حلال او حرام يدر عليه الاموال، فقد اشارت بدورها تقارير وتحقيقات وعمليات دهم والقاء قبض على اشخاص الى ان «ايران هي من اكبر البلدان المنتجة للمخدرات والمهربة لها الى العالم وسطوها على الانتاج الافغاني من المادة بنسبة 60% لتستفيد من مردودها لصالحها، التي تعمد الى تصديرها خاصة الى سوريا والعراق والاردن وتركيا ودول الخليج، كما استحدثت ادارة مختصة في الحرس الثوري الايراني للاشراف على نظام لوجستي يتضمن اقامة مطارات وطائرات نقل وجمع مهربين من جنسيات مختلفة لارسال المخدرات الى الدول المجاورة«.
فضائح وتقارير واثباتات حلها وحيد بالنسبة الى نصرالله: «انكار كل من يتم القبض عليه وتوثيقه ونشره وتصويب الحرب الكلامية باتجاه الجهات الكاشفة للجرائم المرتكبة من قبل عناصر وشبكات مرتبطة عضويا بالحزب، واضعا اياها كلها في اطار تدمير صورة «المقاومة« تزامنا مع تطبيق العقوبات المصرفية الاميركية«.
ولكن فلنضع كل التقارير الدولية المنبثقة عن اعلى المرجعيات الامنية واجهزة مكافحة تجارة المخدرات وتبييض الاموال في العالم جانبا، ولنعتبر ان كل هذه «الاشاعات« ما هي الا جزء من لعبة «قذرة« ابتدعت لضرب صورة الحزب، ولكن ماذا عن فتوى وكيل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية ورئيس الهيئة الشرعية للحزب محمد يزبك في العام 2013 التي تجيز «بيع حبوب الكابتغون المخدرة لكل من لا ينتمي الى خط الولي الفقيه الايراني«؟ وماذا عن هروب الشيخ المعمم هاشم الموسوي شقيق النائب حسين الموسوي من لبنان الى العراق بعد اتهامه بامتلاك مصنع لتصنيع حبوب الكابتغون، وماذا عن ظهور نوح زعيتر «امبراطور الحشيشة« الهارب من وجه العدالة الى جانب جنود الحزب في القلمون. لم لا؟ فأهلا بكم في حضرة حزب «الاخلاق الحميدة« الذي «لا يتعاطى« اياً من هذه العمليات والاساليب لتمويل مشاريعه وحروبه وخططه التدميرية، او بالاحرى كما يراها «اعماله وخططه الانسانية«، اذ لم يكن ينقص الا ان يمحو نصرالله كل مشاهد القتل والدمار التي اقترفها بحق الشعب السوري واقناع العالم بأنها «مزيفة« بهدف ضرب صورة «المقاومة«، فعلها بعد تسريب انتشار صور حصار مضايا، وفعلها بعد ابادة حلب، وفعلها في الكبتاغون… ولم لا اليوم وكل يوم؟.