مرة جديدة سجل الجيش اللبناني نقطة لصالحه في حربه الاستباقية مع الارهابيين ، مسقطا مشروع «دم» جديد وقاضيا على عدد من قادتهم مفشلا غزوة جديدة ضد العمق اللبناني لم تتضح بعد اهدافها، وفقا لقرار قيادة الجيش الواضح بضرب الارهاب ،تحت دفع واضح من المجتمع الدولي والعربي، الذي ابدى ثناءه على الانجاز الجديد المحقق والذي افرزت له وسائل اعلامية عربية ودولية مساحة واسعة مبرزة خطورة ما كان يخطط له.
فالعملية الامنية التي خطط لها من قبل الفرع المعني في مديرية المخابرات بالتعاون مع الفوج المجوقل بوصفه قوة دعم على الارض واصبح يملك خبرة خاصة في مداهمة مخيمات اللاجئين السوريين، جاءت بناء على معلومات محددة، حيث يكشف مصدر امني مطلع الى ان الجيش كان تلقى معلومات حول عمليات ارهابية قد تنفذ في عدد من المناطق اللبنانية، تزامنا مع اكتشافه نتيجة اعمال الرصد والمتابعة المشددتين لمخيمات النازحين السوريين، وبخاصة مخيم قارية، التي كانت توافرت معطيات دقيقة عن «مبايعة» سكانه «لتنظيم الدولة الاسلامية»، وعليه تمت المداهمة التي كانت تستهدف بشكل خاص احدى ابرز القياديين في التنظيم والذي افتتح مسلسل تفجير نفسه، والذي كان من الصعب منعه من ذلك خصوصا ان القياديين يعمدون عادة الى ارتداء الاحزمة الناسفة بشكل دائم تحسبا من وقوعهم في قبضة القوى الامنية، بحسب ما اكد مصدر امني مطلع.
وتابع المصدر بان عمليات التفجير قام بها ثلاثة من «النصرة» تواجدوا في مخيم النور هم «أبو عائشة» وهو أحد مسؤولي «جبهة النصرة»، «أبو عبادة الشرعي» وهو قاضي شرعي للنصرة في جرد عرسال، وانتحاري ثالث مجهول الهوية، إضافة إلى انتحاري رابع فجّر حزامه الناسف في مخيم القارية اثناء المداهمة تبين انه احد مسؤولي «النصرة» المطلوبين، فيما نجحت القوة اللبنانية في اعتقال احد ابرز قيادات «داعش»، ما ادى الى وقوع 19 عشر جريحا عسكريا حالة ثلاثة منهم «دقيقة» والذين سعوا الى حماية المدنيين من اطفال ونساء تواجدوا في المكان، فيما نقلت خمسة جثث الى مستشفى الرحمة تعود لسوريين وهم مرشد الرفاعي، رضوان عيسى، جهاد كنعان، نايف برو، بالاضافة الى طفلة عمرها سنتان ونصف، و ثلاثة جرحى وهم عمران عيسى، زينب الحلبي، وسلوى البراقي، وحول التوقيفات اشار المصدر الى ان عملية فرز وتدقيق لهويات الموقوفين،وعددهم 337، تجري بناء لداتا تملكها الاجهزة الامنية اللبنانية والتي على ضوئها سيتم اطلاق سراح الغير متورطين ومعنيين بما يجري فيها.
وفي تفاصيل العملية ان مجموعة مؤازرة مؤللة من الفوج المجوقل وبالتعاون مع قوة من مديرية المخابرات فرع البقاع قامت فجرا بتنفيذ عملية دهم ثنائية لمخيمي «قارية» حيث السيطرة لـ«داعش و«النور» «الموالي لجبهة فتح الشام، بعدما توافرت معلومات عن ممارسات ومحاولات لاعلان الامارة ، ودخول مجموعة من الارهابيين محاولة تجنيد الشباب في المخيمين لصالح المقاتلين في الجرود،بعدما نجح احد قادة داعش بالدخول الى «قارية» وهو من منطقة قارة السورية، لتنفيذ مهمات محددة، كان سبقها منذ فترة عمليات تبادل لاطلاق النار بين المخيمين ، وحملة تصفيات بين الفصيلين في عرسال وعند تخومها.
التحقيقات الاولية توصلت الى تحديد هوية الانتحاريين، والى رسم صورة كاملة لما حصل، نافية كل الكلام الذي اشيع عن استهداف للمنطقة الممتدة بين زحلة وبيروت، مستدركة ان ما حصل يؤكد وجود تحضيرات لعمل امني لا يمكن تحديد حجمه واهدافه قبل انجاز التحقيقات علما ان المضبوطات شملت عبوات ناسفة محضرة واخرى يجري اعدادها من خلال خلط مواد كيماوية من نيترات الامونيوم والاسمدة الزراعية التي تتفاعل مع بعضها البعض وتتحول الى مواد متفجرة شبيهة بالتي ان تي، نافية وجود اي عبوات «كيماوية» كما روج له البعض.
الى ذلك اشاد المصدر بالدور البناء لاهالي عرسال الذين تعاونوا بشكل كامل مع الجيش مثبتين مرة جديدة ان تلك البلدة لبنانية، وهي متعاونة بالكامل مع الدولة واجهزتها حرصا من اهلها وفعالياتها على تنظيفها من بعض المتعاونين مع الجماعات الارهابية والذين حاولوا وضعها في الفترة السابقة في موقع هي ليست ولن تكون فيه، داعيا الى ضرورة تعزيز هذا التعاون والتنسيق مع الاهالي والفعاليات لتمرير تلك المرحلة الدقيقة، معيدا التاكيد ان الجيش يتحرك داخل عرسال وفي كل احيائها بشكل طبيعي مسيرا الدوريات ومنفذا انتشاره كلما دعت الحاجة.
وحول اللغط السائد عن عملية توقيف السوري احمد خالد دياب بوصفه «قاتل» العقيد الشهيد نور الدين الجمل خلال تصديه للهجوم الارهابي الذي استهدف مقر قيادة كتيبته في منطقة المهنية عرسال آب 2014، اوضح المصدر بان الموقوف اعترف بمشاركته بمعارك عرسال وانه كان من عداد المجموعة التي هاجمت المهنية، الا ان احدا لا يمكنه الجزم بانه «قاتل» العقيد الجمل، نظرا لعدة اسباب ومعطيات،داعيا الى توخي الدقة في نشر الاخبار ومراعاة الجانب الانساني لاهالي الشهداء بعيدا عن السبق الصحي، مؤكدا ان الجيش حازم في قراره لجهة سوق جميع المشاركين في اعمال ارهابية ضد عناصره او ضد ابرياء مدنيين امام القضاء المختص لينالوا عقابهم وفقا للقوانين اللبنانية ،مهما طال الزمن او قصر، والا فهو لن يتوانى عن استخدام القوة ردا على مقاومة اي شخص لعملية توقيفه.
اوساط سياسية متابعة سالت هل هذا ما يجب ان تكون عليه مخيمات يفترض انها لعزل من نساء واطفال يطلبون الامان والحماية، فيما حولها الارهابيون الى «جحور واوكار» للقتل موزعين الاحزمة الناسفة والعبوات بين الاطفال والعجز،داعية بعض الجهات اللبنانية الى الاتعاظ مما يجري وادراك خطورة الوضع داخل مخيمات النازحين السوريين وما يشكله من استهداف للبنانيين كما لقاطنيها، بعدما باتت الامور مكشوفة للجميع ولا امكانية للتعمية على الحقائق بعد اليوم.