Site icon IMLebanon

هكذا دخل تيمور جنبلاط الى القرى والبلدات المسيحية!!

صورة طبق الأصل عن والده، هكذا دخل تيمور جنبلاط الى القرى والبلدات المسيحية. كلامه ورنة صوته والتحريك السريع لقدمه اليسرى يؤكد ان وريث المختارة يسير بخطى مطابقة تماما لوالده. لم يتعثر في التصريحات التي ادلى بها بل دخل مباشرة في صلب الموضوع: «والدي اوصاني اوعا حدا يلغي الدروز وانا اقول لكم اوعا حدا يلغي المسيحيين». وعلى وقع هذا الكلام انطلقت المعركة الانتخابية في قضاء الشوف وعاليه.

دائرة انتخابية حساسة، ابطالها؛ الاشتراكي، المستقبل، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. هي اذن معركة بأضلاع ثلاثة: السنة الدروز والمسيحيين، اذا كانت ورقة التفاهم ستطبق في هذه الدائرة. طبعا يضاف الى هذه القوى الحالة الارسلانية ذات الجذور الراسخة والوازنة في عاليه. والانتصار في هذه الدائرة بحسب مصادر متابعة يلزمه تحالف اثنين من المثلث وهي قاعدة اعتمدت في السابق عندما كان يتحالف الشهيد كمال جنبلاط مع سنة الاقليم في مواجهة الرئيس الراحل كميل شمعون الذي كان يصل منفردا الى الندوة البرلمانية فيما لائحة جنبلاط تفوز بالمقاعد السبعة. والسؤال: هل حسابات الماضي تنطبق على الحسابات الحالية في ظل الصوت التفضيلي والنسبية وضم عاليه الى الشوف العرين الجنبلاطي.

وليد جنبلاط الخبير في شؤون الانتخابات يخوضها بكامل قواه ولا يتوانى عن زيارة العمق الجنوبي عندما يدعوه الواجب الإنتخابي تضيف المصادر، ولاجل الصوت الشيعي الوازن في بعبدا تهون زيارة مرجعيون والاصغاء لخطاب السيد. ففي موسم الانتخابات لا يمزح البيك بل يدرس الاحتمالات ويفتش جيدا عن الاصوات الانتخابية في دائرته فلا يتردد في التصالح مع القوات اللبنانية ويقبل ترشيح ابن دير القمر جورج عدوان رغم الكيمياء لمعدومة معه. وهو اليوم يدرك جيدا ان وريثه لا يزال طري العود انتخابيا في ظل الحلف المسيحي المتين مما «يخربط» في عمل الماكينات الجنبلاطية التي اعتادت شرذمة هذا الصوت او المقاطعة التي مارسها المسيحيون في دورات خلت من أجل ذلك صمد طيلة المرحلة السابقة اثناء وقبل الاتفاق على القانون الانتخابي العتيد مستعينا بالصديق الدائم الرئيس نبيه بري. فحضر جنبلاط عبر ملائكته رغم غيابه عن الجلسات والعشاوات واللقاءات، فلم تسقط اي نسبية من رؤوس المجتمعين الا بعد سؤاله لأن بري كان خير سند له في معمعة البحث عن القانون. جنبلاط وجد ضالته في عين التينة بعدما خذله بيت الوسط عندما أطلق يد نادر الحريري في صياغة المشاريع «المشبوهة» مع صديقه رئيس التيار الوطني الحر.

هذا الاستخفاف المتمادي دفع بجنبلاط الى فك عرى الصداقة الاستراتيجية مع تيار المستقبل تشير المصادر نفسها، خصوصا أن زعيم المختارة يخوض معركة البقاء نيابة عن الدروز. وهو لن يتساهل ولن يرضى بأن يكون ضحية «لعب الاولاد » لذلك اعتمد الهجوم كطلقات تحذيرية قبل خراب البصرة.

لكن هذا المشهد الدرامي لم يمر مرور الكرام على بيت الوسط بل سارع الرئيس الحريري الى الرد بالذخيرة الحية معتبرا أن الصاع صاعين هو أقصر الدروب لاسكات من تجرأ واتهمنا بالفساد خصوصا ان بيوت الاخرين هي من الزجاج الشفاف.

ويحاول البعض في التيار الازرق تسويق المعادلة التالية: جنبلاط يأخذ منا ولا يعطينا شيئا في المقابل، في الشوف مثلا الاقليم هو بيضة القبان في حسم النتائج بين القوى المسيحية والقوى الاشتراكية، رغم  ذلك يصر ويريد جنبلاط المشاركة بأحد المقعدين السنيين، وفي بيروت النائب الدرزي يصل بأصواتنا دون مقابل مفيد. كذلك في البقاع الغربي. ورغم هذا التبادل اللامتكافىء يصر وليد جنبلاط على «تربيح الجميلي » في كل موسم انتخابي، ولا يستبعد المستقبليون اعادة الحوار مع جنبلاط الى سابق عهده، لكن بالتاكيد سيكون حوارا نديا بعيدا عن المزايدات وبعيدا عن كل اشكال «المونة» والدلع السياسي ولا تنتهي مشاكل دائرة الشوف ـ عاليه عند حدود المستقبل والاشتراكي بل تتعداها الى حالة مسيحية طرأت على المشهد الإنتخابي في هذه الدائرة.

فالتفاهم المسيحي ـ المسيحي اضاف مشكلة جديدة للمختارة تقول المصادر، التي كانت عبر العصور تنام مرتاحة على النتائج وكان المسيحيون يأخذون بعضا من مقاعدهم «بالمونة» او من خلال 14 اذار التي كانت لها الكلمة الفصل. وهكذا وصل دوري شمعون ومثله وصل جورج عدوان، لكن الآن في ظل التحالف المسيحي والنسبية التي تكاد تعمي البصيرة لكثرة الاحاجي في هذا القانون فان جنبلاط استشعر عن بعد ماذا ينتظره لذلك سيتخلى عن موارنة الشوف شرط ان يتمسك بالكاثوليكي لما للنائب نعمة طعمة من خدمات على طريق بيروت ـ الرياض. ويسعى جنبلاط للاحتفاظ بموارنة عاليه على أن يستعيد المستقبل المقعد الأرثوذكسي. هذه امنيات تراود الزعيم الدرزي لكن العونيون لهم رأي آخر، وقريباً سيزور الوزير جبران باسيل الشوف وعاليه ليعلن من هناك اننا استرددنا عاليه والشوف كما قال سابقا اننا استعدنا جزين. والعونيون عندهم فائض قوة في هذه المرحلة. فهل يعلنونها معركة في مواجهة المختارة؟ام القوات لها رأي آخر ستعمل على لائحة تضم وترضي الجميع؟