IMLebanon

الحكومة المنتظَرة إن وُلدت… الأقصر عمراً والأكثر تعباً!

 

دخل عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أشهره الأخيرة، في حين انتقل الإهتمام إلى من سيجلس على كرسي بعبدا بعد عون.

 

تبدو الإنتخابات الرئاسية معقّدة في ظل الأجواء التي تحيط بمجلس النواب الجديد، بينما ينتظر الجميع إنضاج تسوية كبرى تنقذ الموقع الأول في الجمهورية اللبنانية من الفراغ.

 

وإذا كان استحقاق الرئاسة أكبر من القوى الداخلية، فإن الإستحقاق الأهم هو رئاسة الحكومة وشكل الحكومة الجديدة.

 

لا شكّ أن عمر الحكومة الجديدة قصير جداً وربما من أقصر الحكومات في تاريخ لبنان الحديث، لكن من يعلم، فقد تكون هذه الحكومة إن تشكّلت على شاكلة حكومة الرئيس تمام سلام التي أبصرت النور في شباط من العام 2014 وبقيت إلى حين انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016.

 

وسيستغرق الرئيس المكلّف مهما كان اسمه وقتاً في المشاورات، ومن ثمّ سيبادر إلى التأليف وينكبّ على البيان الوزاري وينتظر أن تنال حكومته الثقة لينطلق العمل الوزاري.

 

ويدعو بعض الشخصيات إلى إعادة الروح في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في حين يعارض القسم الأكبر هذا الكلام ويعتبر أن تأليف حكومة جديدة ربما يعطي بارقة أمل للمستقبل.

 

وهناك أمر أساسي جداً: فصحيح أن عمر الحكومة المنوي تأليفها قصير، ولكن قد تكون المهمات الملقاة على عاتقها في هذه الفترة كبيرة جداً.

 

وتتجسّد أولى هذه المهمات في التصديق على الإتفاق الحدودي بين لبنان وإسرائيل إذا نجحت مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وهذا الأمر حيوي لأنه قد ينهي النزاع الحدودي ويفتح الآفاق أمام لبنان لاستخراج ثروته من الغاز والنفط.

 

أما المهمة الأخرى التي ستكون حيوية، فهي إيجاد حلّ لمشكلة الكهرباء، خصوصاً أن هناك عروضاً كثيرة قد تنقذ لبنان من العتمة، وإذا نجحت في هذه المهمة ووضعت الحلّ على السكّة تكون قد حلّت مشكلة تاريخية تضرب لبنان منذ 30 عاماً.

 

والمهمة الثالثة التي ستلقى على عاتق الحكومة تتمثّل في إيجاد استقرار في الصيف الواعد سياحياً، وبالتالي فإن الأمن هو أساسي في هذا الوقت، فمن دون أمن لا وجود لسياحة ودخول عملة صعبة إلى البلد.

 

وبالنسبة إلى المهمة الرابعة، فهي استمرار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمباشرة بالإصلاحات، فمن دون إصلاحات لا وجود لدعم دولي للبنان.

 

أما المهمة الخامسة، فتتمثّل بإعادة وصل ما انقطع من علاقات بين لبنان والدول الخليجية، وهذا الأمر يتطلب جهوداً من كل القوى السياسية لأن البلد دفع ثمن العزلة العربية.

 

قد تكون هذه المهمات الملقاة على عاتق الحكومة كثيرة، لكن المهمة الأخطر التي قد توضع أمام هذه الحكومة، إن تألفت، فهي ملء الفراغ الرئاسي في حال حصوله، فكيف يمكن لحكومة يصبح فيها كل وزير رئيس جمهورية أن تدير بلداً في زمن الإنهيار… إن هذا الأمر من رابع المستحيلات.