Site icon IMLebanon

شدشدة

 

التهدئة مطلوبة. ولكنها يجب أن تكون مطلوبة من الأطراف كافة وليس من طرفٍ واحد أو من طرفين.

 

ثم إن هذه الهمروجة الكبيرة التي تشارك فيها أطراف عدة إن من جهة التسوية الرئاسية أو من خارجها ليست بريئة على الإطلاق.

 

أولاً – هناك الذين يرون أن التسوية أسفرت عن رئيس للجمهورية وعن قانون انتخاب سحب معظم البساط من تحت أقدامهم. وهؤلاء اعتادوا أن يكون البساط كله لهم (أباً عن جد) وبالتالي فهم غير مرتاحين، بل هم قلقون على الاستمرارية في المستقبل.

 

ثانياً – هناك الذين لم يخرجوا بعد من تداعيات أحداث وتطورات كان في تقديرهم أنها ستؤثر سلباً بدور الرئيس سعد الحريري، ولكنهم أصيبوا بالخيبة لأنه لا يزال رئيساً للوزراء ولا بديل عنه.

 

ثالثاً ـ هناك الذين يعتقدون أن وجود الرئيس ميشال عون في سدة الرئاسة بمثابة الفرصة السانحة لإجراء تعديلات جذرية في المسار المتبع منذ إقرار اتفاق الطائف وحتى اليوم.

 

رابعاً –  وهناك الذين هم، في طبيعتهم ضدّ أي تهدئة أو تسوية في المطلق ولا يتخيلون أن لبنان يمكن أن يمر في مراحل من الاستقرار. وهم بالتالي يتحيّنون أي مناسبة لإظهار البلد في حال من الاضطراب والفوضى.

 

1 Banner El Shark 728×90

 

خامساً – وهناك الذين لم يستفيقوا، بعد، من «صدمة» انتخاب «الجنرال» رئيساً… ويعتبرون أن كارثة حلّت بهم.

 

سادساً – وهناك جماعات المزايدين داخل كل طائفة ومذهب، والذين يرون أي تردد من بيت الوسط وأي استفزاز  من ميرنا الشالوحي «شحمة على فطيرة»، فتكون الديماغوجيا وسيلتهم للتحريض.

 

سابعاً – وهناك بعض المورثين والورثة… فهؤلاء، خاب ظنهم في الوريث… وباتوا في حال متفاقمة (نفسياً) لا يحسدون عليها.

 

ثامناً – وهناك الأطراف الإقليمية التي لكل منها جماعته في الداخل، والذين لا يريحهم أن يكون لبنان مستقراً.

 

وبالتالي فهم يستخدمون الــ»ريموت كونترول» لتوجيه الأتباع  والمحاسيب في غير طرف وفئة.

 

وفي تقديرنا أن «حراك» البعض من هذه الفئات كان مدار تداول في لقاء قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وأن الرجلين تناولا الأمر بصفاء ذهن وصفاء نية أيضاً. وكان ما كان من التأكيد على التسوية والعمل على شدشدة براغيها.