Site icon IMLebanon

الوقت يمر ولكن الساعة أميركية

الوقت يمر ولكن الساعة أميركية

ولبنان لا معلق ولا مطلق مرحلياً

في المحن والحروب يصاب الأفراد والجماعات بنوع من قصر النظر، فتنحصر الرؤية لديهم على مسافة قريبة من أنوفهم. ولا يرون الا ما يشغلهم في معيشتهم اليومية وأمنهم الشخصي اذا كانوا أفراداً، أو أمنهم الفئوي اذا كانوا جماعة. واذا أتيح لهم ترف التفكير والتبصر في شؤونهم وأوضاعهم في الأوقات الفاصلة بين محنة ومحنة، أو بين هدنة وهدنة، فإن حالتهم العصبية وهي دائمة التوتر، تؤثر على صفاء تفكيرهم، لأن دماغهم يكون قد أصيب بفيروس وبائي يعم الأفراد والجماعات، كما هي الحال في عالم البيولوجيا، والفيروسات الجديدة التي تنتشر بين الحين والآخر على المستوى القاري، أو حتى على المستوى العالمي، وكان آخر مثال عنها فيروس زيكا!..

على الرغم من أن لبنان لا يعاني حتى الآن – ولله الحمد – من أية حروب ساخنة على أرضه، الا ان المحن لم توفره، وهي تنهال عليه الواحدة بعد أخرى وتستوطن فيه. وبعضها من صنع أيدي الطبقة السياسية فيه مثل أزمة النفايات وغيرها كثير. وبعضها الآخر من انتاج لعبة الأمم في المنطقة. وكما أصبح لبنان الأخضر والأبيض مكباً للنفايات بمختلف الألوان، تبعاً لألوان أكياس القمامة، كذلك تحول لبنان أيضاً مكباً للأزمات الاقليمية والدولية . ومن أبرز مظاهرها أزمة النازحين الى لبنان من دول الجوار، قريبها وبعيدها على السواء… واذا كانت فيروسات الأوبئة تتميز بطبيعة التناثر والانتشار، فإن أزمات النوع الآخر تجمع بين هذه الصفة ونقيضها… فهي تنتشر هرباً من بيئة الحروب، ولكنها تلتصق ولا تغادر من البيئة التي لجأت اليها!

عند التفكير بالحلول الممكنة، فإن التحليل لدى الأفراد والجماعات يغلب عليه طابع التفكير المبني على التمنيات. وهنا تتباين الاجتهادات تبعاً لتباين التمنيات. والأسلوب البسيط في تبين حقيقة الاتجاه هو العودة الى الحقيقة البسيطة وهي: صحيح أن الوقت يمر، ولكن الساعة أميركية! وهذا يقود الى استنباط حقيقة أخرى، وهي أن توقيت حلول أزمات لبنان والمنطقة مرتبط ب تكتكات الساعة الأميركية… أي الانتظار الى ما بعد اجراء الانتخابات الرئاسية في أميركا، واقلاع العهد الجديد بعد مائة يوم على الأقل! وهذا يعني أن لبنان لا معلق ولا مطلق حتى ذلك الحين!