Site icon IMLebanon

تيمور جنبلاط : قدرنا أن نعمل في السياسة ولكنني لستُ كمال ولا وليد

كما الأب كذلك الإبن .وليد جنبلاط ألبس العباءة في غفلة عما كان يريده.ومثله سيفعل نجله تيمور الذي رفض وعاند بداية، لكن لم تكن الحيلة بيده فاستسلم لمشيئة والده وللاستمرارية التاريخية لدارة المختارة . وفيما وليد الأب كان عازفا عن الشؤون السياسية تاركاً لوالده تسيير أمورها بحسب ما تقوله مصادر درزية، فإذا بالحادث الجلل يعيد ترتيب الأولويات، فتخلى وليد عن حياته الشخصية ليتحول سريعاً إلى وارث ناجح وزعيم يعرف من أين تؤكل الأكتاف وبات علامة فارقة في الحياة السياسية بشهادة خصومه قبل مؤيديه . وتيمور في المقابل وجد العديد من المتطوعين يمسكون بيده بإشراف الأب صاحب الخبرات العديدة الذي عاصر الظروف الخطيرة خلال مسيرته كزعيم سياسي . ومن خلال الخطوات العملية التي تدرب وقام بها، أصبح تيمور جاهزا أن يتبوأ المقام الصعب :سيد المختارة وزعيم الدروز.

المصادر تؤكد بأن داليا هي سر أبيها حتى أن البعض اعتبر أن الست نظيرة ستعود من خلال داليا إلى إدارة البيت الحنبلاطي بنجاحها التاريخي .لكن وليد بيك الذي يكره سن الستين -كما أسر لأصدقائه عندما بلغ عامه الستيني -يعتبر أن التراجيديا الاغريقية هي القدر المبرم للبيت الحنبلاطي وبالتالي فإن تيمور هو رجل المرحلة لما يمتلكه من الميزات الهادئة ومن الانفتاح على جميع القوى .لكن الأب لم يجد بداية القبول والموافقة، بل رفض حاسم من ابنه الذي كان متزوجا حديثا وبأنه يريد الاستقرار مع زوجته الشيعية في الخارج .وفي تلك المرحلة لم تنفع محاولات الأب في إقناع نجله كما أن محاولات الأصدقاء كذلك فشلت .لكن جنبلاط الأب لم ييأس بل استمر في محاولاته إلى أن استطاع إختراق عقل ابنه بعدما وضع أمامه المصير الدرزي والزعامة الجنبلاطية على محك القبول أو الرفض .

المصادر اشارت الى ان الطريقة التي تربى عليها تيمور تختلف ظروفها حين استلام والده الزعامة، وهو لديه آراؤه الخاصة وقد اسر لاحدهم في احدى المرات «قدرنا ان نعمل في السياسة ولكن انا لست كمال ولا وليد».

وبالنسبة لما اشيع عن عزم النائب جنبلاط الاستقالة من المجلس افساحاً في المجال لوصول نجله، اكدت هذه المصادر انه لم ترد الامور بهذا السياق، وعلى الرغم من ان الامر هو غير مؤكد ولكن بالطبع ان دور تيمور يتطور وهو غير مبلور بصيغته النهائية وكيف سيكون، وان انتخابه عن مقعد الشوف في انتخابات فرعية هو من احد الاحتمالات، لكنه امر غير مؤكد، فقط فيما يتعلق ببدئه العمل السياسي بشكل فعلي هو المطروح اليوم، وهذا لا يعني ان وليد بك سيترك الساحة السياسية، وتوزيع الادوار بين النيابة والعمل الحزبي لم يحسم بعد .

وتضيف هذه الاوساط ان ما سيقوم به تيمور، لن يكون على حساب غياب والده على الساحة السياسية, اضافة الى ان ما حكي عن عزوف تيمور في وقت سابق عن العمل السياسي هو غير صحيح، لان مغادرته الى فرنسا مع عائلته سببها التهديد المباشر الذي تلقاه، لذا كان لا بد من تحييده في هذه الاوضاع المضطربة .

وبالنسبة لشخصية تيمور تؤكد المصادر ان كل القيادات التي تعاقبت على دار المختارة لم تستلم الدور السياسي وهم كانوا بعيدين عنها، وابرز مثال على ذلك الشهيد كمال جنبلاط الذي كان يقول افضل ان اكون عالم كيمياء والدليل على تعلقه بهذا الامر هو وجود مختبر صغير للمواد الكيميائية في المختارة انشأه قبل دخوله العمل السياسي، وكذلك الامر بالنسبة للنائب جنبلاط الذي كانت له حياته الخاصة واهتمامات مختلفة كالرياضة وركوب الدراجات النارية قبل اغتيال والده على الرغم من انه عمل في مجال الصحافة لفترة قصيرة، ولم يكن يبدو عليه انه سيؤدي الدور الذي اداه بعد استشهاد والده، وهذ الامر ينطبق على تيمور .

وتابعت المصادر بعض المحللين والمراقبين يعتقدون ان ليس لتيمور اهتمامات سياسية وهو شخصية منظمة وقريبة اكثر الى رجل اعمال، الا ان التقييم قد يكون في جانب منه بعض الصحة ولكن باستمرار كانت القيادات في المختارة تفاجىء الجميع .

ولفتت المصادر الى ان تيمور اليوم غير الشخص الذي كان منذ 3 سنوات وهناك مميزات خاصة قد لا يعرفها الكثيرون وهي تعلقه بالقانون، وعدم استساغته الزعامة من الباب الشعبوي، بل يفضل الدخول من باب القانون والمؤسسات .

اما بالنسبة لاعتماده لغة الصمت اكدت المصادر ان الصمت ليس ملامح دائمة في شخصية تيمور، وهو اعتمد هذا النمط فقط من باب مراقبة الاداء السياسي لوالده وادارة الزعامة الجنبلاطية والحزبية، وبالطبع عندما يكون له دور سيصبح الصمت موضوعاً ماضياً.