IMLebanon

كي يبقى الكبار…

يتزامن عيد شهداء الصحافة وعيد الشهداء في لبنان في 6 أيار، أما اليوم العالمي لحرية الصحافة في العالم فيقع في 3 أيار. شهداء الجيش، شهداء الفكر، الشهداء الرؤساء، المواطن الشهيد الذي مات لانه اختار لبنان، شهيد الكلمة، جميعهم شهداء لكي يبقى لبنان ونبقى نحن…

اليوم في هذا العيد، سأتذكّر جبران عندما طالب بإحياء ذاكرة جماعية لنتذكر جميع شهداء لبنان، ولو اختلفوا في بعض الاوقات، لأنه ما من بلد في العالم لا يتذكر شهداءه ولا يكون هنالك جدار أو تمثال أو مكان حيث توضع الورود والاسماء كي يتذكر كل لبناني كم شهيداً سقط ومن هم الشهداء وكي يتعلم للمستقبل. في هذا اليوم، نطالب مجدداً بمطلب جبران من الدولة اللبنانية ونذكّر بأهمية تنفيذ هذا المشروع! من شهداء الحرب الى شهداء الجيش الى شهداء الفكر والصحافة، كم نفتقد متاحف وكتباً ومواقع تخلّدهم وتشهد على هذا التاريخ الحافل بالتضحيات.

وفي هذا العيد ايضا، تحية الى كل صحافي يسقط وهو يتمم واجباته في سوريا وفي العراق، في اوكرانيا، في بنغلادش وفي اي بلد في العالم، فهم يستحقون كل التقدير والاحترام !

وفي هذه الذكرى، يجب ان نتذكر: سليم اللوزي، رياض طه، ميشال سورا، كامل مروة، نسيب المتني، ادوار صعب، سمير قصير، جبران تويني… وغيرهم، وكل شهيد من شهداء الصحافة. وعلى المدارس والجامعات ان تنظم في هذه الذكرى ندوات ومحاضرات لتعرّف الشباب الى هؤلاء الشهداء، شهداء الكلمة والموقف كي يتعرفوا الى فكرهم وكي لا يتم نسيانهم ! كما على الدولة إنشاء متحف لشهداء الصحافة لتخليدهم! فتربية من دون ذاكرة ليست بتربية كاملة. وليس خافياً على أحد أن اكثرية الشباب لا تعرف الكثيرعن سليم اللوزي أو رياض طه أو شهداء آخرين وكيف قتلوا وما كانت أفكارهم، وليس فقط الشباب بل اكثرية الناس ! والافكار التي تبقى بمبادرات شخصية لمؤسسات عائلية لا تكفي. فمن واجبات الدولة والمنهج التربوي والوزارات المختصة ان تحفظ ذكرى شهدائها وان تعرّف الأجيال الصاعدة الى رجال الفكر الذين أعطوا لبنان الكثير وصولاً الى الشهادة! وربما ايضا في ما بعد ليس فقط الشهداء بل كل رجل فكر أو فن، كشارل مالك او ميشال شيحا أو جورج شحادة. ففي الواقع، نفتفد الكثير من الذاكرة والثقافة واحترام كبارنا كي نستوحي منهم ونتعلّم، وكي يبقوا، فهم الباقون ومبادئهم وكلماتهم وفكرهم وروحهم، وكي نمحو الحقد والطائفية والجهل والتبعية. هذا سلاحنا الوحيد والاقوى. فالى الحكومة والمسؤولين: انشروا الفكر والحضارة وخلّدوا كباركم