IMLebanon

الى التأليف دُرْ  

 

نود أن نتوسم خيراً ونتيجة إيجابية لما أعلنه الرئيس سعد الحريري عصر أمس في دردشة مع الزملاء الصحافيين متفائلاً بتشكيل الحكومة بعد عودة الرئيس ميشال عون من العاصمة الأرمينية يريڤان التي يصلها اليوم ليترأس الوفد اللبناني في القمة الفرانكوفونية  الدورية التي يعتبر لبنان أحد أركانها التأسيسيين، وهو من أبرز أعضائها بعد فرنسا، وكان قد ترأسها في العام 2000 إثر إنعقادها في بيروت بحضور رؤساء هذه المجموعة يتقدمهم آنذاك الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

 

ومع أن الدردشة كانت سريعة (عالماشي) إلاّ أنّها تضمّنت عناصر مهمة، يمكن التوقف عندها في الآتي:

 

1 – إن الوضع الإقتصادي والإجتماعي لم يعد يتحمل المزيد من مراحل درب جلجلة التأليف… وهذا ما «يستدعي الإسراع في تشكيلها» كما قال.

 

2 – ولأنّ ما أخّر التشكيل، حتى اليوم، هو المتمثل بالعراقيل، فقد بشّرنا الرئيس المكلّف بأن هناك «تنازلات من الجميع». وكي لا يبقى الكلام في العموميات حرص على أن يذكر، بالإسم، التيار الوطني الحر الذي قدّم (كما الآخرون) تنازلاً.

 

3- ماذا يعني هذا؟ الجواب جاء على لسان الحريري نفسه بقوله «العقد كلها في الطريق الى الحل».

 

4 – وإذ بدا مصراً على مهلة الأيام العشرة (التي قاربت على الإنتهاء) لتشكيل الحكومة ختم بموقف حاسم، جازماً: «وإذا اعتذرت لن أقبل بأن أُكلَّف ثانية».

 

ومع أن رئيس الحكومة المكلّف تناول، الى ذلك، بضعة شؤون عامة مهمة إلاّ أنّ كلامه على الوضع الحكومي جاء ملازماً لموجة التفاؤل التي أطلقها في الرابع من هذا الشهر، إثر زيارته قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون… هذه الموجة التي أخذت تتفاعل موجات، وكأنّ كلام القصر جاء بمثابة الحصاة التي أُلقيت في المياه الراكدة فحركتها دوائر دوائر…

 

وفي إقتناعنا أنّ الحفاظ على هذا الجو التفاؤلي (وإن بحذر) والإنتقال به الى الترجمة عبر تشكيل الحكومة، باتا واجباً ولم يعودا مجرّد ترفٍ أو حتى مجرّد كلام تتغرغر به الحناجر وتلفظه الشفاه في هذه الصحراء القاحلة التي هي عقم الفكر السياسي اللبناني الذي أُصيب بهذا العجز الكبير فبات غير قادر على إبتكار أي حل… والعكس صحيح: إذ بوجود هكذا طبقة سياسية (معظمها هجين كما يطيب لنا أن نقول ونكرّر) نجح القوم في تحويل أي مسألة الى قضية، وأي قضية الى أزمة، وأي أزمة الى مأزق…

 

وإنها لساعة وعي نأمل، كما الكثيرون من اللبنانيين، ألاّ تجهضها السياسات البلهاء، والعناد التافه… فإلى التأليف.