هناك اقتراح لكاتب كبير أحترم وأقدّر وهو الاستاذ عبد الرحمن الراشد يقول إنّه يتوجّب تأليف جيش وطني في سوريا، من حيث المبدأ هذا الاقتراح وطني وجيّد ولكن السؤال الكبير هو: كيف يمكن تأسيس مثل هذا الجيش خصوصاً في مرحلة الطائفية البغضاء وما يفعله نظام ولاية الفقيه منذ عام 2000 في سوريا، أي منذ رحيل الرئيس حافظ الاسد وتسلم ابنه المجرم بشار الاسد الذي تخلّى عن وطنه سوريا وعن الشعب السوري وعن الارض السورية لمصلحة بقائه على كرسي الرئاسة فقط لا غير، ولا نبالغ بقولنا هذا فإنّ جميع سكان دمشق على سبيل المثال يقولون إنّ الميليشيات العراقية مثال لواء ابو الفضل العباس ومنظمة بدر و”حزب الله” واللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري(…) جميع هؤلاء هم الذين يحكمون دمشق اليوم ولا وجود للجيش السوري.
وما اقترحه الاستاذ عبدالرحمن الراشد هو تمنٍ صادق ولكنه غير قابل للتنفيذ… وعليه فإننا نقترح الآتي: قديماً كان الاميركيون يفضلون أن يحكموا من خلال العسكر أي بواسطة انقلاب عسكري تنهي به قيادة عسكرية حاكمة وتأتي بقيادة جديدة وهذا ما يمكن أن يكون الحل الأمثل والأرخص والأفضل ومن دون أي تكاليف وتدمير سوريا أكثر مما هي مدمّرة اليوم…
أي أنّ تعيين قيادة جديدة للجيش السوري الحالي وتكون قيادة وطنية جامعة ومقبولة من الشعب فتتولى “تنظيف” جسم الجيش من مرض الطائفية العلوية أو السنّية خصوصاً الجماعات الاسلامية المتطرفة التي نمت وترعرعت بسبب قيام نظام ولاية الفقيه بتخريب الجيش السوري ووضع عدد كبير من القيادات السنّية فيه على الرف كما يُقال.
والمعروف أيضاً أنّ معظم القيادات السنّية في الجيش السوري لا تقوم بأي عمل وليس عندها أي مسؤولية… إضافة الى أنّ الطيران السوري محرّم على أي ضابط طيّار سنّي… والضابط الطيّار المسموح له أن يقود طائرة هو فقط من الطيارين العلويين، وهذا ليس سراً…
وبالمناسبة، مهما حاولت إيران أن تشيّع من الشعب السوري ومهما حاول آية الله ونظام ولاية الفقيه والمهدي المنتظر خلق واقع جديد في سوريا فلن يستطيعوا لسبب بسيط هو أنّ أكثر من 80% من سكان سوريا من أهل السُنّة و11% مسيحيون و9% علويون.
أخيراً، أسمح لنفسي أن أتحدّث عن الجيش السوري وعن تركيبته لأني كنت أراقب كيف استطاع الرئيس حافظ الأسد بدهائه الشديد أن يحكم سوريا.
وبالمناسبة فإنّ سوريا قد تكون أصعب دولة لتُحكم، وفي التاريخ لم يستقر فيها أي حكم طويلاً باستثناء معاوية أولاً وأيام حافظ الأسد ثانياً. (دام حكم حافظ الأسد ثلاثين سنة من 1970م الى أن انتهى بوفاته في العام 2000م. ودام حكم معاوية ثلاثاً وعشرين سنة من 36 هجرية أي 657 ميلادية الى أن توفي في سنة 60 هجرية أي 680 ميلادية).
وفي الزمن الحديث فإنّ الانقلابات كانت في سوريا أقرب ما تكون الى الحال الشائعة، والجميع يعلم أنه منذ أيام أديب الشيشكلي الى الوصول الى حافظ الأسد فإنّ سوريا كانت تعيش حال انقلاب شبه دائم، وقد راجت طرفة تقول: بين الانقلاب والانقلاب هناك انقلاب ثالث.
ولم تعرف سوريا حالاً من الاستقرار إلاّ أيام المرحوم الرئيس حافظ الأسد.
عوني الكعكي