Site icon IMLebanon

لإقالة مسؤولي الليطاني  

 

لا يخفى على أحد ان العدو الاسرائيلي يطمع في الاراضي اللبنانية وبشكل خاص في الانهار لأنه بحاجة ماسة الي المياه. لذلك فهو وضع على سلم أولوياته مشاريع للاستفادة من الانهار في حال وقع لبنان معه اتفاقية سلام والتي وردت بعض بنودها في اتفاق 17 ايار المشؤوم.

 

في الواقع، مشهد مأسوي يعيشه اللبنانيون وبشكل خاص من اهل القرى المتاخمة للأنهار، ففيما الأهالي يعانون العطش وقلة المياه، تذهب هذه المياه الى البحر من دون ان يستفيد منها أحد.

للأسف، لم تفكر الدولة منذ نيلها الاستقلال في طرق الاستفادة من مياه الانهار لدعم مشاريع ري حقيقية او لجهة انشاء معامل تكرير مياه الشفة او حتى بناء سدود وحين فكرت في المشروع الاخير اختلف المسؤولون عليه.

صحيح أنه جرى الحديث عن هذا الموضوع مراراً وتكراراً ونوقشت هذه المسألة كثيراً لكن بسبب أهميتها وبسبب الخسارة الكبيرة التي يتكبدها لبنان من جراء عقبات الاستفادة.

نهر الليطاني اليوم ملوث، والمفاجأة هي اعتراف المسؤولين بحجمها الذي فاق كل تصور، هناك جريمة في حق هذا النهر الجميل التاريخي المليء بالخير والبركة كما يقال.

تحول النهر الى مجموعة مستنقعات متلاصقة بعضها مع بعض، منها كل ما تفكر به من جراثيم وأوساخ وأتربة ووحول وصرف صحي ومكب للنفايات.

والكلام في هذه المسألة لم يحرك المسؤولين. وتقول أوساط ان النهر يحتاج الى خمس سنوات للتخلص من تلوثه لكن في حال بوشر بأعمال جدية لتنظيفه.

لكن لم يحصل أي عمل جدي في هذا السياق، فنفايات المصانع لاتزال تُرمى في مجراه وقساطل الصرف الصحي تزيد من الكارثة، اضافة الى الرمال والحجارة والصخور الخ.

وسط هذا المشهد احتفل مسؤولو مصلحة الليطاني بذكرى تأسيسها في وجود النائب عبد الرحيم مراد.

إنه بالفعل حفل مخجل ومعيب الاحتفالات تقام عادة فرحاً وتقديراً للانجازات وليس الاخفاقات والفشل، ربما كان من الاجدى على مسؤولي مصلحة الليطاني الاختفاء بدل الاحتفال خجلاً من الناس على الأقل الاعتراف بجزء من الكارثة!!

لو كنا في دول راقية لقدم هؤلاء المسؤولون استقالاتهم او أقيلوا لكن من لوث الليطاني محمي و»مسنود» تماماً مثل هؤلاء المحميين من الجهة ذاتها!؟