هل يُدرك العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع حجم الآمال الكبيرة التي يعقدها المسيحيون واللبنانيون بأكثريتهم على هذا الحوار الدائر بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية؟
هل يعرفان الحقيقة الجارحة الآتية:
هناك آلاف الأشقاء الذين ينتظرون الإتفاق الموعود بين هذين القطبين المسيحيين كي يلتقوا ويتعانقوا بعد طول فراق وخلاف ليس على إرث، ولا على مال، ولا على عقار. فقط هم منقسمون بين التيار والقوات إنقساماً تحوّل خلافاً حاداً، تعمّق طوال عقود، رتّب تراكمات من الحقد والغضب والكراهية…
وان هناك آلاف الأمهات ينتظرن أن يضممن أبناءهن في أحضان تاقت الى فيض حنانها حيث يجب أن يفيض…
ومن باب أولى ما بين الآخرين الأبعد قربى ونسباً، وهذا لا يحصل بـ»فضل» الخلاف المستمر…
نحن لا نحمّل العماد ميشال عون ولا الدكتور سمير جعجع المسؤولية في ذلك، الذي هو جانب واحد من سلبيات هذا الصراع المسيحي – المسيحي المرير… وهي جوانب لا تخفى على أحد.
سمحنا لنفسنا أن نذكر هذه الجزئية لأنها قائمة فعلاً وآثارها مؤلمة إن في البيت الواحد أو الحي الواحد أو البلدة الواحدة أو المجتمع الواحد… ناهيك بأضرار فادحة سياسياً ووطنياً على صعدان عدة.
لذلك نرى ضرورة مسيحية ووطنية عامة ملحّة في أن تكلّل مساعي النائب ابراهيم كنعان والزميل ملحم رياشي بنجاح لا يتوقف عند حد لقاء الزعيمين وحسب بل يتجاوزه الى ثنائية متناغمة إيجاباً… ولمَ لا؟
ونود ونحن بكامل الوعي أن نحذّر:
حذار أن تذهب هباء الجهود المضنية التي بذلها ويبذلها كنعان والرياشي.
حذار أي خطوة ارتدادية!
حذار أي تلكؤ أو تخاذل أو تردد!
حذار الإكتفاء (لاحقاً) بصورة!.. الصورة مهمة، ولكنها غير كافية!
طبعاً حذار الوصول الى الجدار الموصد.
ولأننا كنّا من الداعين الى هذا الحوار، منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ولأننا كنّا أول من رحّب به فور الإعلان عنه، وكتبنا في هذه الزاوية مؤيدين تحت عنوان «مع حوار التيار والقوات من دون أي تحفظ».
لذلك نرى أننا أصحاب «مونة» و»بالأملية». ولذلك نرفض أن تتكرر بشكل أو بآخر «هفوة» (بل خطيئة) ما تعرّضت له ستريدا جعجع عبر الشاشة البرتقالية أو ما يوازيها من هفوات وخطايا!.
وليسمع الجنرال والحكيم جيداً كلاماً صادراً من القلب، لا مطامع ولا مطامح وراءه لا في السياسة ولا في أي مجال آخر:
ويلٌ لكما من حساب الناس والتاريخ إذا تسببتما معاً (أو فرادى) بفشل هذا الحوار لا سمح اللّه.
فلم يعد المسيحيون يتحملون أكثر! يكاد «الجوع» أن يقتلهم… إنه جوع الى السلام والوئام بين التيار والقوات.
ويلٌ لكما من (واعذراني) لعنة الأجيال الآتية إذا أورثتماها هذا الخلاف – الشقاق الذي دقّت ساعة الإنتهاء منه! فلا تتهاونا في تحمّل هذه المسؤولية التاريخية التي هي أسهل من شربة الماء عندما… تحسن النيات!