وكأنّه لا يكفي لبنان ما يعانيه:
لا رئيس جمهورية،
ولا مجلس نيابياً بوضع طبيعي،
ولا حكومة يمكنها أن تجتمع وتقرّر إلاّ بشق النفس،
وكل حكومة تواجه معاناة عشرة أشهر حتى تُشكّل.
وفي هذا الوضع المأساوي المأزوم يطلع علينا نائب أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بكلام مفاده لو لم نذهب الى سوريا لكانت «داعش» في بيروت.
فعلاً هذا كلام لا يصدّق.. ألَيْست تداعيات هذا التدخّل تضغط على اللبنانيين في داخل لبنان؟
يتوجهون الى سوريا لقتل الشعب السوري ثم يطلعون علينا بهذه الإدعاءات الوهمية.
كنا نتمنى من «حزب الله» أن يستفيد من علاقاته الطيّبة مع بشار الأسد، لنصحه بإجراء الإصلاحات وليس بقتل الشعب حماية للنظام… خصوصاً وأنّ الثورة اندلعت في سوريا بتظاهرات للشعب الأعزل المطالب بالإصلاحات والحرية والديموقراطية.
ثم انّ التفويض الـمُعطى لبندقية «حزب الله» هو لمحاربة إسرائيل وليس لقتل الشعب السوري!
خطف وخطف مضاد…
وهؤلاء الجنود في الجيش والعناصر في قوى الامن الداخلي… ما ذنبهم ليعيشوا هذه المعاناة القاسية عليهم وعلى ذويهم، إضافة الى ما سقط ويسقط بينهم من شهداء؟!.
منذ «أعزاز» لم يفهم «حزب الله» أو لم يرد أن يفهم الرسالة.
ثم تكرّرت الرسالة من خلال التفجيرات الانتحارية بالسيارات المفخخة في الضاحية، ومع ذلك لم يشاءوا أن يفهموا الرسالة كذلك.
باختصار: إنّ ما جرى ويجري في عرسال هو من تداعيات تورّط «حزب الله» في سوريا، وقد يكون المجال لا يزال مفتوحاً أمام الحزب ليتراجع عن هذا التورّط الخطير فينسحب من سوريا لعلّ وعسى يمكن تدارك المزيد من أخطار هذا التورّط الذي ارتدّ على لبنان بأكبر الأضرار والمآسي.