Site icon IMLebanon

مصدر أمني لـ«اللـواء»: لمنع التسلّل ولا يستهدف أبناء المخيّم

بناء جدار في محيط عين الحلوة محور بحث في ثكنة صيدا اليوم

علمت «اللـواء» بأنّ اجتماعاً سيُعقد بعد ظهر اليوم (الخميس) في ثكنة الشهيد محمّد زغيب للجيش اللبناني في صيدا، بين رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود ووفد فلسطيني، لبحث مشروع بناء جدار حول مخيّم عين الحلوة.

هذا الاجتماع مخصّص لمعالجة إذا ما كانت هناك ملاحظات في مسار الجدار، وقربه من المنازل من أجل تعديل ذلك، كما جرى خلال الأيام الماضية بإبعاده عن بعض المساكن في منطقة خط السكة.

وأثار بناء الجدار ردود فعل بين مؤيّد ومتفهّم لبنائه، ومعترض ومستهجن لهذا القرار، الذي لم يتم التشاور قبل المباشرة بتنفيذه مع القوى والفاعليات الصيداوية والفصائل والقوى الفلسطينية.

وأبلغ مصدر أمني عسكري لبناني مسؤول «اللـواء» بأنّ «الغاية من الجدار هي منع تسلّل مَنْ يحاول القيام بأعمال أمنية، وهم قلّة، ولا يستهدف أبناء المخيّم، الذين يتجولون بحرية عبر المنافذ الرئيسية للمخيم».

واعتبر المصدر أنّ «ما يجري هو تحصين لسواتر إسمنتية ودشم كانت قد وضِعت في مراحل سابقة، باستبدالها بمكعبات إسمنتية في الأماكن التي تبيّن – وفق اعترافات ممَّنْ تمَّ توقيفهم وبينهم أمير «داعش» في لبنان عماد ياسين – أنّهم كانوا يتسلّلون من خلال هذه الثغرات ويتواصلون بالخارج، أو ينفّذون أعمالاً أمنية».

وأكد المصدر «أنّ التواصل بين الجيش اللبناني والجهات الفلسطينية مستمر وفي أوجه، وقد يلي تنفيذ بناء الجدار تخفيف إجراءات الجيش عند مداخل المخيّمات».

السنيورة والحريري

{ وفي إطار ردود الفعل، صدر عن الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري بيان استنكرا فيه بناء الجدار، وجاء فيه: «يهم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري الإعلان بشكل واضح أن الجدار الذي يجري تشييده للفصل بين مخيم عين الحلوة ومحيطه هو مستنكر ومرفوض من قبلهما ومن قبل جميع أهالي مدينة صيدا، لأنه يتسبب بحال من التشنج والاحتقان نعتقد أن لبنان بغنى عنها ولا سيما في هذه الظروف الدقيقة».

وأضاف البيان: «هناك خطوات عديدة يمكن القيام بها للمحافظة على الأمن والانضباط والتفاهم وتعزيز الاستقرار في محيط المخيم ومعه. إنّ العلاقات بين المخيم ومحيطه ليست علاقات عدائية، وبالتالي يجب ان ينصب الجهد من الجميع للحفاظ على الأمن والاستقرار دون بناء جدار يفصل بين المخيم ومحيطه بما يوحي الانطباع وكأن الأخوة الفلسطينيين هم أعداء للبنان واللبنانيين».

هذا، وكانت النائب الحريري قد أجرت اتصالات بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام والرئيس المكلف سعد الحريري، وأثارت معهم قضية الجدار العازل حول مخيم عين الحلوة، كما تشاورت هاتفيا مع الرئيس السنيورة بهذا الخصوص.

سعد

{ من جهته، عبّر الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد عن الرفض التام لمشروع بناء الجدار حول مخيّم عين الحلوة.

ودعا «السلطات اللبنانية إلى وقف العمل في هذا المشروع بالنظر إلى أضراره البالغة ونتائجه السلبية الخطيرة»، متسائلاً عن هوية الجهات التي تقف وراء قرار بناء الجدار محلياً ولبنانياً وخارجياً، ومستهجناً اتخاذ مثل هذا القرار الخطير من دون التشاور مع القوى والفاعليات الوطنية في صيدا.

وجدّد سعد «مطالبة العهد الجديد بفتح صفحة جديدة على صعيد العلاقات اللبنانية الفلسطينية تنطلق من الموقف الموحد ضد العدو الصهيوني واحتلاله لأرض فلسطين وأطماعه في لبنان، وترتكز على مقاومة مشاريع التوطين والتهجير».

وقال: «إنّ بناء جدار حول مخيّم عين الحلوة يحوّل هذا المخيّم الذي يقيم فيه ما يقرب من مائة ألف إنسان من الفلسطينيين إلى ما يشبه سجناً كبيراً. وهو أمر مرفوض إنسانياً وقومياً واجتماعياً، ويشكّل إساءة كبرى للعلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين الذين تجمعهم أواصر الانتماء العربي الواحد والقرابة والمصاهرة، كما يجمعهم تاريخ مجيد من الكفاح المشترك ضد العدو الصهيوني واجتياحاته للبنان، ويوحدهم خطر العدو الصهيوني الذي يغتصب فلسطين ويهدد لبنان».

وحول الاعتبارات الأمنية التي يستهدفها بناء الجدار، قال: لا يسعنا إلا أنْ نوجّه تحية التقدير للجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية التي تقدّم أغلى التضحيات في التصدّي لجرائم الجماعات الإرهابية، بل وتقوم بعمليات استباقية بطولية لمنع وقوع مثل هذه الجرائم سواء في صيدا وعين الحلوة أو في سائر انحاء لبنان».

الجماعة الاسلامية

{ إلى ذلك، اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لـ»الجماعه الاسلامية» في لبنان الدكتور بسام حمود أن «بناء الجدار لا يخدم العلاقات اللبنانية – الفلسطينية بل ينعكس عليها بشكل سلبي بعد الانفراجات والاستقرار الذي شهدناه في المخيم وفي العلاقة بين المخيم والجوار».

واستغرب «هذا التوقيت الذي يأتي في وقتٍ يُشيد فيه الجميع بحكمة ومسؤولية القوى الوطنية والإسلامية في ترجمة حرصهم على امن المخيم والجوار، وحرصهم على التواصل الدائم والإيجابي مع الجهات اللبنانية الرسمية والأمنية ومع المرجعيات السياسية اللبنانية والصيداوية بشكل خاص»، داعياً للإقلاع عن التعامل مع الفلسطينيين من الزاوية الأمنية فقط.

وختم حمود: نحن على يقين بأن الأجهزة الأمنية وتحديداً الجيش اللبناني لا تنقصه الحكمة والخبرة في إيجاد العديد من الوسائل التي تحقق الأمن للشعبين اللبناني والفلسطيني دون اللجوء لمثل هذه الإجراءات التي ستكون سلبياتها أكثر بكثير من الايجابيات الموهومة المتوخاة من وراء بناء مثل هذا الجدار، وندعو الدولة اللبنانية للتراجع الفوري عن قرار البناء هذا والعمل على بناء الثقه لأفضل علاقه أخوية ووطنية مع الشعب الفلسطيني الذي سيبقى ضيفاً مُرحّباً فيه لحين عودته إلى فلسطين.

الشيخ حمود

{ بدوره، رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود اعتبر أنه «لا ينبغي الحديث عن جدار فصل عنصري وما الى ذلك، هذا تضخيم للموضوع حيث لا ينبغي، الموضوع فقط هو تعزيز الأمن في الأماكن التي يتسلل منها (الارهابيون)، وأعدادهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ولكنهم يتصلون بالخارج ويتسللون، وخطرهم اكبر من عددهم الضئيل… وأية مشكلة يمكن حلها بالحوار والتلاقي، وهذا يحصل دائما بين قيادة الجيش وجميع القوى الفلسطينية وبانتظام، وبالتالي اثارة الموضوع اعلامياً بهذا الشكل خطأ مقصود على ما يبدو…».

وختم: «ندعو إلى تعزيز الحوار والاتصالات والبعد عن التصاريح والمواقف التصعيدية».