مَن منا لا يتحسّس عمق المأساة التي تصيب ذوي العسكريين المخطوفين؟
مَن منا لا يشعر معهم ويتألم معهم؟!.
مَن من اللبنانيين لا يعرف كم هم مظلومون؟!
هذه حقيقة قائمة.
وقد استمعنا إليهم أمس يتحدّثون، فيقول والد أحد الجنود: نشفت الدموع في عيوننا، نشفت قلوبنا، نشفت شراييننا، نشفت جيوبنا، لم نعد قادرين على أي تحمل.
وذهبت سيّدة شابة الى التهديد بأنّها ستعمل وتسوّي…
وذهبت امرأة كهلة الى مطالبة قائد الجيش العماد جان قهوجي بأن ينفذ انقلاباً و»هيك هيك ما عندنا رئيس جمهورية».
الى ما هنالك من الأقوال التي نعرف يقيناً أنّها صادرة عن قلوب مجروحة، وعن أناس فارق النوم جفونهم منذ أسابيع طويلة… طويلة جداً.
ولكن الى أين يؤدّي ذلك كله؟
وإلى إين يؤدّي افتراش الشارع الرئيس في الصيفي أمام بيت الكتائب والتسبّب (في ساعة الذروة) بأزمة سير غير مسبوقة وباختناق مروّع شلّ الحياة في العاصمة واحتبس عشرات الألوف داخل سياراتهم على جانبي أحد أكبر مداخل العاصمة وأكثرها حيوية ذهاباً وإياباً، ليلاً ونهاراً، فكم بالحري في ساعة الذروة (ابتداءً من الساعة الثانية بعد الظهر).
قال الأهالي إنّ الخاطفين أبلغوهم أنّ الحكومة لا تعمل شيئاً من أجل أبنائهم المختطفين، والمؤسف أنّهم يصدّقون الخاطفين المعتدين ولا يصدّقون الحكومة… أو لم يستعيدوا الآية الكريمة {إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبيّنوا…} (صدق الله العظيم).
ألَم يعلموا أنّ مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم شبه مقيم في الدوحة وفي أنقرة لمتابعة قضيّة أبنائهم، موفداً من الرئيس تمام سلام ومن وزير الداخلية نهاد المشنوق ومن «لجنة الأزمة» التي تضم ممثلين لسائر أطياف الحكومة؟!.
إنّ الحكومة لم تقصّر إطلاقاً في متابعة هذه القضية الوطنية الحسّاسة.
ويبقى السؤال: هل انّ قطع الطرقات، وبالذات الشريان الرئيس في العاصمة الذي قُطع أمس يخدم قضية العسكريين؟!.
ألَيْس أنّ الذين يدفعون ثمن هذه التصرّفات هم الناس الطيّبون الساعون وراء متطلبات الحياة بجهد وعرق، وفي ظروف البلد الاقتصادية الصعبة!.. فأيْن مصلحة أهالي العسكريين في مضايقة هؤلاء كي لا نقول في استعدائهم؟
ليس هكذا نقوّي دولتنا في مرحلة المفاوضات الصعبة مع الخاطفين، فتكون عبئاً عليها لمصلحتهم بدلاً من أن نكون سيفاً في يدها مصلتاً عليهم!
عوني الكعكي