تحدثنا البارحة عن اميل لحود فنياً، واليوم نريد أن نتحدث سياسياً.
لن نكتفي بما قاله وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية أمس، في إطلالته الأولى، بأنّه كان دمية في يد بشار الأسد، ولن نقول ما قاله جنبلاط إنّ اميل مشترك في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو والنظام الأمني السوري واللبناني وأركان النظام الذين صفّاهم وكانوا مطلوبين للمحكمة: غازي كنعان، رستم غزالي، جامع جامع وآصف شوكت… ولا ما قاله الوزير أشرف ريفي عن إعطاء الأوامر الساعة 12 ليلاً بنقل السيارات من موقع الجريمة، وبالتالي العبث في الموقع في محاولة لتمويه الوقائع والدلائل الحسّية.
يكفي اميل لحود أن يتوّج عهده بأكبر جريمة قتل سياسية في تاريخ لبنان وسلسلة اغتيالات بدأت بالرئيس الشهيد والمجموعة التي كانت معه مثل الوزير باسل فليحان والرفاق أمثال أبو طارق وسواه… ثم جر المسلسل فشمل: جورج حاوي، وجبران تويني، وسمير قصير، ووليد عيدو، وانطوان غانم… والشهداء الأحياء مروان حماده والياس المر ومي شدياق… ولا ننسى الشهيد وسام الحسن لاحقاً لمكافأته على كشفه 20 شبكة تجسّس إسرائيلية على «حزب الله» وعلى سوريا، ومئات العملاء… و»غلطة» وسام أنّه اعتقل ميشال سماحة وضبطه مع «هداياه» الآتي بها من علي المملوك بتكليف من بشار الاسد.
لو كان عند اميل لحود ذرة واحدة،من الشرف والأخلاق والإنسانية فالحد الأدنى الذي كان مطلوباً منه الاستقالة فور وقوع الجريمة، ولكن بسبب مشاركته مع بشار وتنفيذ أوامر بشار من دون أن يستخدم عقله ووجدانه…
ولن نستبق الأمور… فالمحاكمة قائمة… ودوره آتٍ.
مشكلة اميل لحود ليس فقط أنّه دمية في يد بشار، بل أيضاً دمية في يد أحد الضباط الذي تشمئز نفسي لدى ذكره، وأعف عن نشر هذا الاسم في جريدتي… وهو كان عُيّـن مسؤولاً في منطقة البقاع، فلم يتجرّأ أن يتوجّه الى هناك بسبب عمالته وتبعيته لرئيس جمهورية سابق، فاضطر هذا المسؤول أن يتوسّل الرئيس سليمان فرنجية كي يتوسّط بشأنه لدى غازي كنعان كي يستطيع أن يمارس مهامه!
على كل حال… لم يمر رئيس للجمهورية في تاريخ لبنان باع لبنان والوطنية اللبنانية كما فعل اميل لحود، وبالرغم من أنّه منبوذ من طائفته لا يزال يُسْتَعمل حتى الآن من وكلاء النظام السوري حتى يحاولوا أن يستفيدوا منه حتى الاستنفاد، والمشكلة أنّه بسبب غبائه يكون لكلامه رد فعل سلبي عليه… هذا ليس بجديد فهو معتاد…
ونتمنى عدم إزعاجه، وليبقَ «يتشمّس» بالمايوه «السترينغ» الفوسفوري.
المثل الشعبي يقول: «الولد الأزعر يجلب الشتائم لأهله».