IMLebanon

إلى “الميدل إيست”: لا تنسوا مَن نام في المطار

يوم السبت الماضي، كنت عائدة من باريس الى بيروت، ولكن طرأ أمر أجبرني على البقاء حتى الأحد، وعلمت ان الطائرة تم تأجيل موعد رحيلها ساعة ثم ساعتين ثم أربع ساعات. فحاولت ان اعرف ماذا حصل لأنني كنت متجهة الى أخذ هذه الطائرة الى بيروت، وكان جواب مدير “الميدل إيست” في باريس ان عطلاً طرأ على الطائرة ويتم تصليحه. وهذا ربما من بدهيات الطيران والجميع يعلم بأن مشكلات كهذه تحصل، والأفضل ان تحصل قبل الاقلاع من حصولها خلال الرحلة!

في اليوم التالي، توجهت الى مطار شارل ديغول والتقيت مجموعة من الركاب اللبنانيين. كانوا غاضبين وثائرين، وتحدثوا عن فوضى وعدم تنظيم فادحين. فبعد تأجيل الرحلة أكثر من أربع ساعات، أقلعت الطائرة ولكنها بعد 40 دقيقة عادت الى باريس، وأنقذت مهارة قائد الطائرة الركاب من كارثة أكبر!

السؤال: اذا كان من الواضح أصلاً ان الطائرة تواجه مشكلة تقنية، فلماذا أعطي الضوء الاخضر لقائدها للاقلاع كي يعود بعد 40 دقيقة ويعيّش الركاب بعد 4 ساعات من الانتظار ساعة من الرعب؟

طبعاً، لا أحد يلوم قائد الطائرة. فهو فعل ما يجب ان يفعل كي لا يخاطر بأرواح الركاب. لكن المشكلة الأكبر ان بعضهم اضطر الى النوم على كرسي من حديد في مطار مهجور وغالبيتهم آتون من بلد آخر. فبعد ساعات من الطيران وساعات من الانتظار ورحلة رعب، عادوا ليناموا على كرسي مع 16 يورو من الشركة كي يتناولوا طعاماً، فهم لا يحملون تأشيرة لدخول فرنسا ولا “واسطة” كافية خلفهم. فلو كان احد الوزراء او الفخامة من دون تأشيرة أكانوا تركوه ينام في المطار؟

كانت هناك نساء يحملن أطفالاً ومتقدمون في السن، ومرضى أمضوا 27 ساعة في مطار، من دون طعام ولا اهتمام. فلماذا لم تتحرك الدولة من أجل أخذ إذن خاص واستثنائي على الاقل ليناموا في فندق قرب المطار؟ ولماذا حتى الآن لم يعوّض هؤلاء؟ لا احد يتهجم على شركة نفتخر بها وبطياريها لكن نسأل من يلتفت الى هؤلاء الناس؟ ومن يحاول على الاقل ردّ اعتبارهم بعدما شعروا كما قال لي احدهم: بأن “الحيوان” يعامل بطريقة انسانية اكثر في الدول الراقية! تعويض هؤلاء واجب بأي طريقة، وأقل ما يمكن فعله وان كان لا يمحو تلك التجربة التي لا يتمنى أحد ان يمر بها