IMLebanon

إلى الشمال درّ .. المعارك مسيحية – مسيحية ورقعة التفاهمات السنّية تتسع

 

 قبل  وقت قليل جداً على موعد المرحلة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال، صار الحديث عن الإجراءات الإدارية واللوجستية أمرا بديهيا، اذ ان الانتخابات في الشمال من شأنها ان تُكمِل مشهد الاستحقاق وتُظهِر حيثيات اداء وزارة الداخلية التي يفترض انها ستقدّم اداء اكثر نجاحا من العمل في المناطق اللبنانية في المراحل الثلاث السابقة.

وفي سياق متصل بعمل وزارة الداخلية، عمل محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا على استكمال التحضيرات اللوجستية للانتخابات في لبنان الشمالي، وقد ترأس مساء أمس اجتماعا لمجلس الأمن الفرعي قيّم التحضيرات الأمنية والاجراءات، في المقابل كشف محافظ عكار عماد لبكي عن إجراءات موازية في عكار التي تخوض لأول مرة عملية انتخابية بعد تحولها اداريا الى محافظة.

وليس بعيدا عن الحالة الإدارية يمكن القول إن الشمال من البترون الى عكار سيخوض الأحد المقبل نهارا ناجحا وهادئا نسبيا، دون ان تغيب بعض الأحداث المتنقلة لا سيما في المدن والبلدات التي ستشهد معارك انتخابية حامية بدء من تنورين وصولا الى القبيات، ويمكن القول ببساطة إن الشمال يشهد أجواء من التوافق السياسي في المدن والبلدات ذات الأغلبية السنية، وقد كانت عملية التوافق التي تم التوصل إليها في فنيدق انعكاسا شديد التعبير عن رغبة التفاهم السني السني، فالسني الوطني في رفد حالات التفاهمات الوطنية، فقد تم التوافق برعاية مزدوجة من النائب خالد زهران والنائب السابق وجيه البعريني وعائلات البلدة، وقد حظي هذا التوافق بردود في عكار والشمال أثنت على هذه الخطوة وأشادت بتوجهها.

وكانت طرابلس قد مضت قُدُما في تكريس وتثبيت التفاهم السياسي بين تيارات العزم والمستقبل والصفدي وكرامي والجماعة والمشاريع وغيرهم، وقد عكست المواقف السياسية للرئيس سعد الحريري والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي رغبة بتوسيع رقعة التفاهم المحلي لتتحول كل التفاهمات الى منظومة وطنية تتمكن في وقت قريب من وضع حد للكثير من المشكلات العالقة بدء بالطبع من انتخاب رئيس للجمهورية.

لكن المواقف الطرابلسية واللبنانية أكدت وبالنسبة للانتخابات في طرابلس، انها تعنى بالانماء اولا بعيدا عن اي توجّه للمحاصصة، كما سعت بعض القوى كي توحي مؤخرا، وقد شدّدت المصادر على ان المطلوب من المجلس في المرحلة المقبلة ان يقدّم إنماء مشدّدة على ان التوافق السياسي إنما التقى تحت هذا العنوان .

وكان مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة قد أوضح في مناسبات عدّة «أنّ التوافق الذي حصل في طرابلس هو توافق على إنماء طرابلس وليس على المحاصصة»، لافتا إلى أنّ أعضاء اللائحة هم محايدون سياسياً ويشكلون «فريق عمل متجانساً من أصحاب الكفاءات العلمية والخبرات العملية ومن الناشطين في المجتمع المدني الفعّال الذي سبق وقدّم مشاريع كثيرة للمدينة وخصوصاً لباب التبانة وللمناطق التي تعرضت لأحداث أمنية في الفترات السابقة»، كما أكد كبارة في هذا السياق أن من ضمن برامج هذه اللائحة «إعادة هيكلة المجلس البلدي إدارياً ليواكب ويلبي حاجات المدينة بالتعاون مع إدارات الدولة بما يؤدي إلى تسهيل إنجاز المشاريع المعدة أو التي هي قيد التنفيذ لإنماء طرابلس».

وليس بعيدا عن كلام كبارة تبنّى أعضاء اللائحة هذه الوجهة وقد اشترط رئيس لائحة «لطرابلس» عزام عويضة مساندة سياسية للبلدية على ان ترفع يد السياسة فيما لو وجدت عن المجلس البلدي، مشددا في المقابل على ان مساندة السياسيين ضرورية في صون الاستقرار وتوفير الحياة السياسية المناسبة لتفعيل كل المؤسسات لا سيما البلديات.

وكما اصبح معلوما فإن طرابلس تشهد معركة بين ثلاث لوائح من أصل اربع لوائح بعد اندماج بالتفاهم بين لائحة طرابلس عاصمة وطرابلس ٢٠٢٢، وقد أعلن الجانبان في مواقف منفصلة عن التفاهم التكاملي على ان يتمسك كل فريق بالعناوين التي طرحها للعمل البلدي في المدينة، الا انه وليس بعيدا عن هذا التفاهم فإن اللائحتين تلتقيان على عنصر الشباب الذي يشكل اللائحتين، وعلى الرغم من هذا التفاهم فقد بقي عدد هذا التوافق غير مكتمل كلائحة تخوض المعركة الانتخابية اذ لم يتجاوز عدد المرشحين الثمانية عشر مرشحا.

في المقابل خاضت لائحة قرار طرابلس مشروع تنافس حقيقي وقد تولى الوزير اشرف ريفي خلال الجولات الانتخابية شرح أهداف لائحة القرار، كما شن عبر وسائل الاعلام حملة سياسية عنيفة على التحالف الطرابلسي ورموزه، وقد جاءت مواقف ريفي مقابل كلام مصدره أعضاء اللائحة اتسم بالحرارة، وقد شهرت مواقع التواصل الاجتماعي فيضا من العبارات والعبارات المضادة من جمهور التوافق الطرابلسي، الا ان كل النقاش لم يخرج على النقاش العادي .

وليس بعيدا من طرابلس يخوض رئيس بلدية الميناء الأسبق عبد القادر علم الدين تنافسا على شيء من الحرارة مع لائحة مقابلة، ويعتمد البيك على باع كبير من العمل البلدي ومن الخبرة التي كوّنها على مدى عقود، وقد لفتت المعلومات الى ان علم الدين الذي يخوض معركة هيّنة شعبيا، الا انه سيكون في مواجهة خطة وضعها بالتعاون مع قوى وهيئات لبنانية ومحلية للمضي بتنفيذ مشاريع عدة في المدينة سياحيا واقتصاديا وبيئيا.

وليس بعيدا من المعترك الطرابلسي الانتخابي غابت اي توقعات سياسية او احصائية باحتمال حصول اي مفاجأة سواء في طرابلس او في الميناء، وقد استنفرت كل القوى شارعها للمشاركة بكثافة في النهار الانتخابي .

البترون وعكار وزغرتا والكورة

وبعيدا عن المعارك الهادئة في طرابلس، يخوض التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية معارك إثبات وجود في أقضية عدّة بدءاً من البترون التي يسعى الفريقان فيها إلى توجيه رسالة فيها من تنورين الى النائب بطرس حرب، كما يخوض الحليفان المارونيان معارك مشابهة في قرى بترونية اخرى. ويخوض الجانبان معارك ايضا في الكورة لا سيما في كوسبا، كما يسعيان لتوجيه رسالة في زغرتا المدينة وربما في بعض قرى القضاء الى النائب سليمان فرنجية ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض والعائلات .

وفي عكار وعلى الرغم من تمسك النائب هادي حبيش بأن المعركة التي يخوضها بتفاهم هو الاول من نوعه مع النائب السابق مخائيل الظاهر عائلية الا ان القوات تسعى الى ما هو ابعد من ذلك في البلدة المارونية الأكثر أهمية في عكار.

بإيجاز تبدو التفاهمات السنية السنية قابلة للتوسّع فيما تشتد المعارك في القرى المسيحية، حيث تردّد ان القوات والتيار يسعيان لتشكيل عامل ضاغط وأكثر من ذلك على عدد كبير من الرموز المسيحية.