IMLebanon

لنحوِّل معاً الفضائح إلى قضية رأي عام

فالج ما تعالج.

دق المي مي.

قد اسمعت لو ناديت حيَّا

ولكن لا حياة لمَن تنادي.

لماذا تعب القلب؟

هذه عيِّنة من التعليقات على وسائل التواصل الإجتماعي على كل مقالٍ نكتبه عن أزمة أو فضيحة معيَّنة. أحدثُ هذه التعليقات وأغناها جاء إثر كشف ما يجري عند الدخول إلى مطار رفيق الحريري الدولي أو عند الخروج منه، وتأتي هذه التعليقات من مقيمين ومغتربين وأشقاء عرب استخدموا المطار في الآونةِ الأخيرة، ولمسوا حجم المعاناة، فجاء المقال عنه بمثابة ترجمة لشكواهم كما كتب أحدهم.

لكن إلى متى ستبقى قاعدة العمل بالنسبة إلى المسؤولين هي:

أنتم تكتبون ما تريدون ونحن نحكم كما نريد، هكذا، هذان هما الخطان المتوازيان اللذان لا يلتقيان:

حُكْمُ المسؤول وشكوى المواطن.

على هذه القاعدة، فإنَّ المواجهةَ باتت شرسة، وتزداد، بين ما يُسمَّى مزايدات أو مناقصات، وبين مجلس شورى الدولة وديوان المحاسبة. هنا الخطان المتوازيان لا يلتقيان أبداً:

هل هي مصادفة أنَّ المواجهة وقعت بين مجلس شورى الدولة والوزارة المشرفة على مناقصات باركينغ المطار وتاكسي المطار؟

هل هي من باب المصادفة أنَّ المواجهة وقعت بين مجلس شورى الدولة وبين مناقصات النفايات؟

هل هي مصادفة أنَّ المواجهة وقعت أيضاً بين مجلس شورى الدولة وبين تلزيمات المعاينة الميكانيكية؟

مجلس شورى الدولة بالمرصاد لكنْ، وللأسف الشديد فإنَّ المسؤولين يتعاطون معه كما يتعاطون مع المواطنين العاديين، على قاعدة:

أنت تُصدر ما تشاء من فتاوى وقرارات، ونحن نتصرَّف كما نشاء في نتائج المناقصات.

ولو طال الزمنُ، فإنَّ ما يجب أنْ يبقى في الأذهان لتُفتَح ملفاته:

تلزيمات المطار، تلزيمات النفايات، تلزيمات الكهرباء، تلزيمات المعاينة الميكانيكية، تلزيمات الصيانة… هذه الملفات وغيرها، لا بدَّ أنْ تأتي حكومة تجرؤ على كشف ملابساتها، وهنا يكون دور المواطن أساسياً، بمعنى أنَّ هناك الكثير من المعطيات يعرفها الكثير من المواطنين، وهُم في مواقع إدارية تتيح لهم الإطلاع على ما يجري، فلماذا لا يوثِّقون معطياتهم ويضعونها في تصرُّف القضاء؟

ثم أنَّ هناك وسائل أخرى ربما تتمتَّع بجانب كبير من الفاعلية وهي وسائل التواصل الإجتماعي، فلماذا لا يتم الكشفُ عن هذه المعطيات عبر هذه الوسائل؟

ونحن في هذه الزاوية نقول لكل قارئ ولكل ناشط ولكل مهتم ولكل حريص على البلد وعلى أبنائه وعلى الجيل الآتي:

صفحتنا مفتوحة ومتاحة لكلِّ مَن يملك المعلومة الموثَّقة، فالإصلاح يحتاج إلى طرفين على الأقل، وحين تتحوَّل الفضيحة إلى قضية رأي عام فإنَّه يصبح من الصعب تجاوزها.