يلفت وجود ثلاثة مسؤولين أجانب، يزورون لبنان في وقت واحد.. وعساه الدليل على أنّ هذا البلد لا يزال يحتفظ بحد من الحظوة والإحترام عند الآخرين أكثر مما يحظى من ذلك في الداخل من أهله بالذات، ونأمل أن تكون هذه الصحوة التي نعيشها مع حكومة «الى العمل» بداية إنطلاقة جديدة في مسار الوعي لتدارك وإنقاذ ما يمكن تداركه وإنقاذه قبل فوات الأوان!
فيا ليت الجميع عندنا يبحثون عما يجدي في تحقيق مصلحة الوطن بدلاً من الإمعان فيه تشويهاً وتجريحاً من خلال هذه الهمروجات المتواصلة تحت تسمية الفساد وأخواتها ومشتقاتها.
ولا شك في أنّ ضيوفنا الثلاثة (رئيس الوزراء المصري، ورئيس مجلس النواب البرازيلي ووزير الخارجية الاسباني) قد اطلعوا على أحوالنا واستمتعوا بالسجالات داخل مجلس الوزراء بعدما «نجحنا» وبامتياز، في تحويل مجلس وزرائنا الى مجلس نيابي، باعتبار أنّ الكتل الكبرى والمتوسطة والصغرى كذلك ممثلة فيه، وهذا ما يحوّله الى برج بابل أمام كل قضية تبحث فيه.
فهل ابتلينا بهذا النمط من الحياة السياسية المتوترة في وقت يقوم العمران والبنيان في العالم قاطبة (باستثناء البلدان الناشبة فيها الحروب في منطقتنا).
ولنأخذ مصر على سبيل المثال التي يزورنا رئيس وزرائها، فقد حفلت فترة الرئاسة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي والتي امتدت من عام 2014 الى عام 2018 بزخم كبير من الإنجازات في المشروعات القومية العملاقة والمتنوّعة، إذ تم خلال تلك الفترة إنجاز 11 ألف مشروع على أرض مصر، بتمويل يصل الى 2 تريليون جنيه، من أبرزها مشروع قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة إضافة الى 13 مدينة أخرى، وإقامة 100 ألف صوبة زراعية، وتربية مليون رأس ماشية، و40 ألف فدان من المزارع السمكية الخ… أي ما يتعذر استيعابه في مقالة أو حتى في كتاب واحد.
واللجنة المشتركة اللبنانية – المصرية التي اجتمعت، مساء أمس، بعد جلسة مجلس الوزراء… هذه اللجنة التي ترأسها كل من الرئيس سعد الحريري ونظيره المصري مصطفى مدبولي وشارك فيها عدد كبير من وزراء البلدين، قد تطرقت الى إمكان التعاون بين المعنيين في البلدين… على أمل أن يستفيد الطرف اللبناني من الدينامية المصرية… علماً أنّ غير مشروع عملاق في مصر تمّ إنجازه في مهلة زمنية قياسية في وقت كان يتوقع أن يكون هناك تأخير… إلاّ أنّ انصراف الجانب المصري، بتوجيه ودفع من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الى تحقيق تلك المشاريع، عساه يكون قدوة للبنانيين فتصيبنا العدوى التي ليس حتمياً انها وقف، فقط، على الأمراض والموبقات!
عوني الكعكي