Site icon IMLebanon

اليوم نقرأ غداً…

يطمئن الناس أكثر فأكثر، كلّما شاهدوا صورة تجمع الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري. فلقاء هذين المرجعين الهادئين المتفاهمين لبنانيّاً، وربما عربيّاً، يوحي الى اللبنانيّين أن دنيا لبنانهم المعطّل والمشلول متجهة صوب التفاؤل والانفراج، لا في اتجاه التعقيد والانفجار.

واذا ما تحدَّث رجل عين التينة عن ايجابيّات ستشهدها الأيام المقبلة بالنسبة الى الفراغ الرئاسي، فإن غالبية اللبنانيين تعد نفسها بمفاجآت “سارة”، على رغم التهويلات والتهديدات والتحركات العابرة التي تتبدَّد قبل أن ترتفع شعاراتها وأصوات المشاركين فيها.

كان لا بدَّ أن يلتقي “عنصرا” الصيغة اللبنانيَّة في الوقت المناسب، وقبل أن يحاول المتضرّرون من الاستقرار والتفاهم التشويش على ما يجمع برّي والحريري، ويوسِّع آفاق التعاون في سبيل تسهيل طريق العبور أمام اتفاق مقبول لدى الجميع، بالنسبة الى شخصيَّة الرئيس المنتظر، والتأكيد مرة جديدة على أمرين: لا غالب ولا مغلوب، والرئيس توافقي، تلتقي في شخصه كل المواصفات التي تطمئن الجميع الى أن المستقبل سيكون أفضل من الماضي.

القريبون من الرئيسين بري والحريري يؤكدون أن لا حلّ للعقدة اللبنانية، شبه الشاملة، ولا خروج من هذا النفق المظلم الا بانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن.

ووفق القواعد والأسس التي توفّر للبنان قائداً عاقلاً، متنوّراً، معروفاً بحسن سلوكه، وحسن أخلاقه، وحسن فكره، وحسن علاقاته مع جميع الفئات، ومع الجوار والمحيط، ومع كل القضايا العربية التي لا يستطيع لبنان أن يتنصّل منها.

ثمة مَنْ يدعو المتفائلين، كما المتشائمين، فضلاً عن المتعجلين والملحين، الى التروّي والاصغاء جيداً الى ما يصرّح به الرئيس بري عن “اقترابنا من حلول للاستحقاق الرئاسي”، فضلاً عن توقّع المخضرمين والمقرّبين والخبراء أن يكون الموعد الجديد لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية لن يكون بعيداً. ولن يكون، تالياً، مجرَّد موعد عابر، أو مجرَّد محطة لتحديد موعد آخر…

لقد اقتربنا من الحقائق الرئاسيَّة، وخصوصاً بعد خلط الأوراق، وربما التوجه الى صيغة رئاسيَّة أشرنا إليها سابقاً، ترتكز على دعائم أصبحت نهائية بالنسبة الى “لا غالب ولا مغلوب”، على أن يكون الرئيس الانقاذي توافقياً، مؤهلاً لإعادة لملمة البلد، ولملمة الدولة، ولملمة الصيغة، ولملمة الثقة بلبنان على صعيد اللبنانيين أولاً بأول، ثم على صعيد الأشقاء والأصدقاء.

مع إعلان تأجيل جلسة اليوم الرئاسية الى موعد معيّن، قد يكون في امكان اللبنانيين تكوين فكرة واضحة عن المستقبل، والآتي بمعيّته.