Site icon IMLebanon

معاً دفاعاً عن الأسد!؟

23 أيلول 2015

دفعت روسيا بعضاً من احدث معداتها الى سوريا. مقاتلاتها بدأت التحليق في اجوائها. “بنك” الاهداف المفترضة بات جاهزاً على الارجح مع توقع مسؤولين أميركيين بدء العمليات القتالية الروسية في سوريا قريبا، وربما قبل اطلالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الجمعية العمويمة للأمم المتحدة الاثنين المقبل.

في ايام قليلة، تطور الموقف الاميركي حيال التعزيزات الروسية في سوريا على نحو لافت. فبالسرعة نفسها التي نقلت فيها موسكو ترسانة عسكرية الى الساحل السوري، ارتقى موقف واشنطن من قول الرئيس باراك أوباما إن التدخل الروسي في سوريا محكوم بالفشل، الى طلب البيت الابيض من وزير الدفاع آشتون كارتر التنسيق مع نظيره الروسي من أجل “تفادي أي حوادث بين الطائرات الاميركية والروسية فوق سوريا”. بل ان صحيفة “بيلد أم سونتاغ” الالمانية نشرت ان مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي إي” و”جهاز الاستخبارات الخارجية” الروسي التقوا في موسكو، وأن واشنطن تخطط لمساعدة موسكو استخبارياً لدعم عملياتها ضد “داعش”.

التراجع السريع لواشنطن لم يقتصر على الموقف من التعزيزات الروسية، وإنما ظهر أيضا في تصريح وزير الخارجية جون كيري بأن على الاسد أن يرحل ولكن ليس بالضرورة “فوراً”.

يشبه السيناريو الذي تكتمل عناصره تدريجاً ما حصل في صيف 2013 عندما حشدت واشنطن قواتها بغية ضرب الاسد رداً على انتهاكه “الخط الاحمر” لاوباما واستخدامه الاسلحة الكيميائية. في حينه، أنقذ الروس الرئيس الاميركي من شن عملية عسكرية لا يريدها، باقتراحهم التسوية الكيميائية الشهيرة.

اليوم تواجه الادارة الاميركية مأزقاً آخر في سوريا. الحملة التي تقودها ضد “الدولة الاسلامية” في سوريا تراوح مكانها. برنامجها لتدريب المعارضة السورية المعتدلة فشل فشلاً ذريعاً. وموسكو التي تراقب التخبط الاميركي عن كثب تأخذ المبادرة مجدداً، وتلعب هذه المرة ورقة الحرب على “داعش” التي تحظى باجماع دولي.

ضمناً قد يكون البيت الابيض مرتاحاً الى تدخل عسكري روسي في سوريا ما دام يخفف عنه اعباء مقاتلة “داعش”. وليس مستبعداً أن تفوض واشنطن الى الروس أكثر من مواجهة التنظيم المتشدد ما دام ذلك يريحها من تحمل تبعات الفوضى المحتملة في سوريا لاحقا.

الثابت أن التورط الروسي يندرج في اطار جهود استراتيجية مدروسة لدعم النظام السوري وتالياً مصالح موسكو في سوريا والمنطقة. من هذا المنطلق، قد تستخدم روسيا تعزيزاتها العسكرية في سوريا ضد كل من يقاتل النظام، بمن فيهم المقاتلون الذين يفترض أنهم يتمتعون بدعم واشنطن وحلفائها الخليجيين. ولعل فرضيات كهذه تكتسب صدقية مع رصد تحركات عسكرية روسية من اللاذقية في اتجاه أدلب وحلب حيث مني النظام أخيراً بخسائر على أيدي فصائل المعارضة و”جبهة النصرة”.