Site icon IMLebanon

طوني سرّ أبيه

 

أغمض عينيك جيداً واصغ إلى طوني بك بتركيز عالٍ يتكلم على شاشة «الميادين». يُخيّل إليك أنك تسمع سليمان بك: المنطق نفسه. النبرة نفسها. الثقة بالنفس نفسها. النَفَس العروبي نفسه. الزهو بتاريخ «البيت» نفسه مع فارق بسيط أن الابن يكرج كرجاً في المقابلات من دون «نقنقة». ببساطة طوني سرّ سليمان.

 

عندما يتكلم الأب والابن عن العروبة تظنّ أنّ أحدهما كان قاعداً إلى جانب جورج حبش، ووديع حداد، وصلاح الدين صلاح يوم تأسيس حركة القوميين العرب. أما الأقرب إلى العقل ففرضية أن يكون التيار العربي الذي يرأسه شاكر البرجاوي فصيلاً منبثقاً من تيار المردة الموغل في العروبة… لكنّ المرجّح أن تكون عروبة الأب والابن متأتية من عروبة الروح القدس.

 

سليمان وطوني مع «حزب الله» على بياض. ومع ديمومة سلاحه فالأب قال ولم يُقوّل «نحن البارحة واليوم وغداً والى الأبد مع المقاومة (الإسلامية ما غيرها) لأنها خيار استراتيجي لنا وليست خيار مصالح آنية، ولأن في هذا الخيار مصلحة للبنان وللمسيحيين ونحن مع المقاومة لو بعد مئة سنة ولو قبل مئة سنة ونحن نعتزّ بهذا الخيار».

 

والابن طلع معه «ان قوة الردع اللبنانية التي يمثلها «حزب الله» تعمل على التخفيف من وطأة الحرب على لبنان» ما يعني أنّ 100 ألف مهجر كانوا ليكونوا 200 ألف لو لم يردع الحزب العدو، وأن الأربعمئة ضحية كانوا ليكونوا 800 وأكثر وأن الدمار لحدّ الآن مقبول بسبب الجهد الذي يبذله الحزب بالتخفيف من وطأة الحرب.

 

يرفض الأب فكرة أنّ ترشيحه يضرب العملية الديموقراطيّة بل يكرّسها. هذا ما قاله في بكركي وفريد الخازن شاهد على الحكي أما الابن فقال لـ»الميادين» إنّه مع «انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن. والـ»أسرع» تعني:

 

الاستمرار في تعطيل أي جلسة لا تضمن فوز فرنجية.

 

الإستمرار في الضغط لإنجاح حوار بري ـ لا حوار بكركي ـ الذي ينتهي إلى تأييد فرنجية.

 

الإستمرار في اللهاث خلف الكرسي إلى أن تنقطع أنفاس اللبنانيين.

 

أما الذهاب إلى جلسات متتالية والمنافسة الديمقراطية فهو منافٍ للدستور. بناء على ما سبق يبدو أن سليمان الجد فاز على الياس سركيس خلافاً للقواعد الدستورية وجاء نبيه بري لتصحيح خطأ صبري حمادة.

 

يمتلك الـ»بكان» فيضاً من الاعتداد بالنفس. علماً أنّ تمثيل نائب «المرده» بحجم تمثيل الشيخ فريد، وطوني ليس مفضلاً بشيء على حفيد عملاق المتن. ومن تجلّيات الإعتداد قول سليمي «هناك من يدعمنا من المسيحيين أكثر بكثير من غيرنا» وماذا تنتظر؟

 

وتبلغ «شوفة الحال» ذروتها بقول البك الأكبر «سمّتنا كتل لبنانية من كلّ الطوائف فيما غيرنا سمّته الدول». بلحظة طيش طلّع فرنسا بلا جميلة!