Site icon IMLebanon

كواليس رحلة الصواريخ والمسيرّات من ايران الى “إسرائيل” 

 

 

في الداخل، انقضت عطلة الاعياد على موجة من التوتر الامني، والاحداث المتنقلة نجومها، عصابات منظمة من النازحين، دفعت الى الواجهة بملف النزوح السوري، ومواجهته الحكومية الباهتة، فيما جبهة الجنوب على سخونتها لا تهدا ولا تستكين، يملئ فراغها استئناف خماسية باريس من دارة السفير المصري لمساعيها الرئاسية. اما خارجيا، فيبدو ان فصول ما اسماه البعض “بالمبرمج” لم تنته مع استمرار انشغال العالم والمنطقة، في انتظار رد اسرائيل على هجوم ايران، الغير واضح المعالم والاهداف والساحات. وفي البعدين، انتظار فرج لا يبدو قريباً في ضوء ارتفاع منسوب التعقيدات والازمات الى الحدود القصوى.

 

وما بين رد الفعل الايراني وترقب رد الفعل “الاسرائيلي” يبقى لبنان غارقا في ملفاته وأزماته من الشغور الرئاسي الى تطورات الميدان في الجنوب،وفي جديدها، مخاوف وصلت الى بيروت من ان “تل ابيب” لن ترضى بعودة قواعد اللعبة السابقة، وبان تحركها لبنانيا امر حتمي، خصوصا، ان رئيس الوزراء “الاسرائيلي”، ابلغ الاميركيين، بانه يعتبر حزب الله وحماس “اداتي” ايران في المنطقة، وبالتالي مع قرب الانتهاء من حماس لا بد من توجيه ضربة للبنان، بعدما ثبت ان خطر طهران الجدي، هو في تواجد حلفاء لها في دول الطوق، خصوصا لبنان وسوريا، وفي الضفة الغربية، حيث نشاط بارز ومحاولات يومية لادخال السلاح والمال.

 

وملف النزوح والأزمة الاقتصادية والمعيشية كلها مواضيع وضعها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على جدول أعمال رديف انتقل من مجلس وزراء الى لقاء تشاوري تحول الى كامل أوصاف بنصاب مكتمل مع لم شمل مكونات الحكومة بمشاركة 3 وزراء من المقاطعين الذين جددوا التأكيد: مجلس الوزراء لا جلسة تشاورية نعم والمفارقة أن مجلس وزراء الذي حمل إسم لقاء وزاري موسع رفع توصيات الى نفسه أي الى جلسة للحكومة تعقد الجمعة في 26 من الجاري.

 

صحيح ان الادارة الاميركية مصرة على عدم مشاركة “تل ابيب” في اي هجوم ضد طهران، الا انها عمليا ساهمت بشكل كبير في تامين الاسلحة والذخائر المناسبة لذلك، من طائرات شبح وصواريخ، فضلا عن سعي الرئيس بايدن لتمرير حزمة مساعدات عاجلة لـ”تل ابيب” عبر الكونغرس، في وقت لعبت فيه واشنطن دورا كبيرا في عملية صد هجوم الجمهورية الاسلامية، وستستمر في لعبه مستقبلا، وفقا لما يردده احد الملحقين العسكريين في بيروت.

 

ووفقا لمبدأ “الصديق وقت الضيق”، كشف الديبلوماسي، بان واشنطن خاضت عملية المواجهة مع طهران، مع تولي قائد القيادة الوسطى الذي يتبع له مسرح المواجهة، ادارة غرفة عمليات “للحلفاء” تتمركز في الصحراء الاردنية، وتضم وحدات من “حلف شمال الاطلسي”، وتنسيق قطاعات العملية التي اوكل بموجبه لكل دولة تامين مظلة من الدفاع الجوي، عبر منظومات جوية وبحرية وبرية، كخط دفاع اول.

 

ووفقا للمعلومات، فان المنظومات المشاركة، وهي بطاريات “الباتريوت” المختصة في اعتراض الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى وسفن “هاغيز” المزودة بمنظومات دفاع واعتراض متطورة، صواريخ Thaad وصواريخ sm-3 الأميركية الصنع، فضلا عن منظومة فرنسية للدفاع الجوي متمركزة في صحراء الاردن، وعشرات المقاتلات، فيما ترك لـ “تل ابيب”، تفعيل منظوماتها الدفاعية، من القبة الحديدية، الى “آرو”، مرورا “بمقلاع داوود”، وفقا لمنظومة الرصد والتعقب الرادارية Aegis،التي تغطي كامل مسرح العمليات، ويديرها جنود اميركيون من قاعدة تتبع للدرع الصاروخي الاميركي، مركزها النقب.

 

وتابع المصدر، بانه سبق لواشنطن ان اجرت تدريبات خاصة، منذ مدة، حاكت صد هجوم ايراني، في مجال الدفاعات الجوية واعتراض الصواريخ، بالاشتراك مع الجيش “الاسرائيلي”، تحت اسم “جينيفر كوبرا”، بعيد اشهر من ضم “اسرائيل” الى المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي.

 

وختم المصدر بان الرادارات اللبنانية التي لم ترصد اي حركة جوية فوق الاراضي اللبنانية، من صواريخ او مسيرات، رغم انها شوهدت في بعض المناطق بالعين المجردة، اوكل الدفاع عنها الى المجموعة البحرية والجوية الاميركية المنتشرة في عرض البحر، بمساعدة من القاعدة البريطانية في قبرص، ملمحة الى ان واشنطن ابلغت طهران عبر انقرة، ان اي مقذوف جوي قد يعبر فوق مقر بعثتها الدبلوماسية في بيروت سيعتبر بمثابة خرق للسيادة الاميركية وسيتم الرد عليه.

 

العالم يطرح سؤالا واحدا: ماذا بعد وماذا في السيناريوهات؟ فـ “إسرائيل” تميل للرد، طهران تحذر من أن الرد سيقابل بردٍ أقصى،فيما واشنطن تمسك بالعصا من منتصفها.

 

فهل يعني كل ما تقدم ان المنطقة على فوهة بركان، وان احتمالات الحرب الشاملة ليست بعيدة، مع تسليم الجميع بالانتقال من “قواعد الإشتباك” إلى “قواعد الحرب”؟