Site icon IMLebanon

مشكلة «اسرائيل» هي وجودها

 

 

يتباهي رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بانه اغتال خلال ايام 3 من القادة الكبار، سواء رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، ام الشهيد محمد الضيف قائد كتائب القسّام في حركة حماس، ام الشهيد الحاج محسن القيادي العسكري الكبير جدا في حزب الله، وفي الوقت ذاته يقوم الاسرائيليون بتوزيع الحلوى على بعضهم بعضا مبتهجين بقتل القادة الثلاثة واغتيالهم.

 

ان الاسرائيليين لا يعلمون ماذا يفعلون؟ وان فرحهم بتقديم الحلوى بمناسبة اغتيال الثلاثة من اهم قادة المقاومة، هو عمل عاطفي غرائزي سطحي سيؤدي بهم الى الانتحار بالنتيجة. كما ان بنيامين نتنياهو يتكل على الولايات المتحدة تمويلا ورعاية وتسليحا في اتفاق استراتيجي على استعمال الفيتو في مجلس الامن لعدم ادانة اي عملية اسرائيلية، ويستند الى الولايات المتحدة بتسليمه احدث الاسلحة المتطورة، ويستند الى الولايات المتحدة لترسل اليه 12 قطعة بحرية، منها حاملة طائرات و9 مدمرات حربية، اضافة الى سفن اخرى. كما يوجد في البحر الاحمر وبحر العرب 13 سفينة اميركية مدمرة تحمل صواريخ ارض جو لاسقاط الصواريخ، وتحمل اسلحة من كل الانواع. وهنا نتوقف عند صحيفة الواشنطن بوست الاميركية الواسعة النطاق وذات المصداقية، حيث كتب توم فريدمان الكاتب الاول في هذه الصحيفة ان «اسرائيل» تقوم بتقويض مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

 

لقد استهان نتنياهو بعملية اغتيال الشيخ اسماعيل هنية في قلب طهران عاصمة ايران وعاصمة الثورة الاسلامية. وايران قارة، فمساحتها تزيد على مليون و650 الف كيلومتر، ولديها طاقات وعمق استراتيجي بحيث هي قادرة على مواجهة دول كبرى. كما انها طورت اسلحتها من المسيرات حتى باتت تزود روسيا بهذه المسيرات المتطورة لحرب اوكرانيا. كذلك قامت بتطوير صورايخ باليستية يصل مداها الى 3 الاف كيلومتر ومقابل المسيرات التي تقدمها لروسيا. وبعد توقيع الاتفاق الاستراتيجي بين ايران وروسيا، سيقدم الجيش الروسي تقنيات بناء صواريخ باليستية يصل مداها الى 9 الاف كيلومتر، اي ان الصاروخ سيكون عابرا للقارات. ولولا ان نتنياهو لا يلجأ الى اقدام الولايات المتحدة لحمايته، لما تجرأ على القيام بهذه الاغتيالات، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا تقوم بحمايته وحماية الجيش الاسرائيلي.

 

ما هذه الاغتيالات التي قام بها نتنياهو؟ هل وضع عبوة تعمل على الذكاء الاصطناعي في مركز ضيافة في طهران وتفجيرها عن بعد من قبل الموساد لاغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس؟ هل هو عمل بطولي ام ان الذكاء الاصطناعي تم صنعه لتقدم الجامعات ولتقدم التكنولوجيا والتقدم في الطب والهندسة والثقافة وكل انواع الرقي التي يحتاج اليها الانسان؟ الذكاء الاصطناعي صُنع للتقدم في المجال الطبي واختراع الادوية الجديدة وغيرها، فاذا بنتنياهو وجهاز الموساد يستعملان الذكاء الاصطناعي لاغتيال شخصية استشهدت على فراشها في طهران، ثم جرت جنازتها في العاصمة الايرانية، ومنها الى الدوحة حيث تم دفن الشهيد اسماعيل هنية.

 

والشهيد اسماعيل هنية كان يحلم بان يمر جثمانه عبر القدس وعبر الاقصى، وان يدفن في مخيم الشاطىء حيث ولد وترعرع وبدأ نضاله من هذا المخيم. لكن الغدر الاسرائيلي سيدفع ثمنه غاليا نتنياهو مهما دعمته الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا وغيرها، فان «اسرائيل» تقترب من حرب هي عتبة الحرب الشاملة. واذا كانت الحرب المقبلة لن تجتاز خط عتبىة الحرب الشاملة، فانه حتما في المرة المقبلة ستكون الحرب في اجتياز كل الخطوط، وبخاصة في عتبة الحرب الشاملة، فستكون الحرب شاملة على مدى اسيا والاقليم والشرق الاوسط الى حدود افريقيا وشاطىء البحر الابيض المتوسط.

 

ثم بماذا تحلم الصهيونية؟ هل تعتقد ان 9 ملايين و200 الف يهودي سيحكمون 5 ملايين ونصف مليون فلسطيني باغتيالهم او قتلهم او استعبادهم او بالتصويت في الكنيس الاسرائيلي ان لا قبول لدولة فلسطينية، بل ان فلسطين هي لدولة يهودية واحدة، وان لا مجال لاي رأي فلسطيني في هذا المجال؟

 

وجوديا «اسرائيل» لن تستمر، خصوصا بعقلية نتنياهو والاحزاب الدينية في حكومته والرأي العام الاسرائيلي الذي يوزع الحلوى في اغتيال قادة لم يتم اغتيالهم على الجبهات، بل على فراش نومهم او باستراحة تحت اشجار في خان يونس، كما حصل مع الشهيد محمد الضيف.

 

هل تعتقد الصهيونية انه عندما امر الموساد والشاباك باغتيال الشيخ احمد ياسين قائد حماس، وهو على كرسي متنقل ولا يستطيع المشي، ادى ذلك الى اضعاف حماس ام انها زادت قوة الف مرة كما هي الان؟ وهل يعتقدون انه باغتيال اسماعيل هنية ستضعف حماس ام ان احفاد الذين استشهدوا في قطاع غزة سينتقمون لابائهم واجدادهم مع مرور الزمن؟ وكما يقول سماحة السيد حسن نصرالله «بيننا الايام والليالي والميدان، والشعب الفلسطيني واللبناني والشعوب المحيطة بفلسطين والشعوب العربية هي للميدان وهي للسيف وهي للقتال وهي للدفاع عن شعبها وسيادتها وهي لتحرير فلسطين ان شاء لله مهما طال الزمان». وقد كان اسماعيل هنية شخصية موضوعية وعقلانية، وكان يعمل بتنقله بين الدوحة والقاهرة لحل ازمة الصفقة. وقد تنازلت حماس عن بنود هامة وقدمت خطوات ايجابية، لكن نتنياهو لا يريد الصفقة، بل يريد ابادة الشعب الفلسطين في قطاع غزة واغتيال قادته. وانها حرب ابادة جماعية فعلا، وعندما قدمت جمهورية افريقيا الجنوبية الدعوى امام المحكمة الجناية الدولية بانها حرب ابادة جماعية ووصلت الى حد اصدار مذكرة توقيف ضد نتنياهو وضد وزير الحرب الاسرائيلي غالنت، تدخلت الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا بكل طاقاتها لمنع اصدار هذه المذكرات.

 

الحرب الاتية هي الحرب على عتبة ما قبل الحرب الشاملة، وعندئذ تكون حرب الايام والليالي والميدان، اي معركة الفصل النهائية، ووجود «اسرائيل» سيتعرض لخطر كبير. وقد تصبح الحرب ابعد من اقليم الشرق الاوسط واسيا، لان الولايات المتحدة ستجد نفسها من اجل ان تحمي «اسرائيل» في حرب كبيرة ستغرق فيها وفي تفاصيلها، وسيسقط دورها في الحديث عن القيم الانسانية في دستورها ما دامت تساند الكيان الصهيوني الذي استباح بجرائمه الانسانية وقيم الاخلاق والتفاعل الاجتماعي بين الشعوب والنظم المدنية لادارة اي صراع بين دولة ودولة.

 

الان المعركة اتية، وستشهد «اسرائيل» ان جيشا من الشمال سيضرب اراضيها التي احتلتها في فلسطين ويبيد كل ما زرعته في هذه الاراضي ويدمر على طول الساحل، من نهاريا الى حيفا الى تل ابيب، بصورايخ باليستية ودقيقة الاصابة. قد تحضر «اسرائيل» لتلك الايام والساعات الآتية، والايام مجيدة بالنسبة لمحور المقاومة مهما كانت القوى الجوية لدى العدو الاسرائيلي قوية جدا.