IMLebanon

إنتظر يا كديش تحرير كاريش

 

من يختار ماليزيا وجهةً سياحية، سيجد مآربه في مالاكا أو بوتراجايا أو في جزيرة لانكاوي، وقد يسعد حبيبته بعشاء في مطعم دائري في طابق برج بتروناس الأخير إن أسعفته الحال. المكاتب السياحية أدرى برغبات السياح وأهوائهم والبعض منها يضع معمل “رويال سيلانغور” في كوالامبورعلى لائحة الأهداف، المشهور بحرفييه الرائعين الذين يدقون على القصدير ويحفرون على الكؤوس عناقيد حب لا غضب وعلى إطارات الصور يرسمون بأزاميل صغيرة ما يشبه الأزاهير المرمية على قدمي أميرة.

 

صار معمل رويال سيلانغورالعريق معلماً وطنياً في بلاد مهاتير محمد.

 

ومن يختار أن يكتشف لبنان، بلد الأرز والبخور والبحر والليل والموسيقى والمطاعم والفرح والحياة، سيجد قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني بانتظاره فور خروجه من حرم مطار رفيق الحريري الدولي. صور سليماني العملاقة الصامتة تشعر الوافد بقشعريرة الموت والإنتصار. الأوروبي المهزوم والخليجي المهزوم والأردني المهزوم والعراقي… وكل مهزوم في الأرض مدعو لعبور جادة الإمام الخميني ليكتشف صورة لبنان الحقيقي.

 

ثمة شركات سياحية تفكر بتنظيم رحلات بحرية صوب جزيرة الأرانب شمالاً لتمتيع الأجانب بجمال شاطئ الدورة ـ الجديدة المحاط بغابات إستوائية تلهو فيها القرود مغتبطة، ولن يضيّع السيّاح فرصة اكتشاف منتجع الكوستابرافا بالعين المجرّدة بعد اكتشافه بحاسة الشم وممارسة رياضة التجديف في سد المسيلحة قبل أن يجف. ومن يحجز في آب قد يحظى بمشوار في طرّاد عسكري إلى حقل كاريش جنوباً مقابل الناقورة، بعد تحريره و”تطفيش”سفينة “إنرجيان باور” أو إغراقها بصاروخ محلي الصنع. انتظر يا كديش تحرير كاريش.

 

جعيتا، فقرا، صور، جبيل، عنجر، البترون بيروت طرابلس، مدن يتمنى الوافدون زيارتها وإليها تُضاف الدامور، لا لأن أقراط موزها من عجائب العصر، بل لأن على أرضها ستُبنى أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي، وستكون بأهمية مدرسة الحقوق الرومانية في القرن الثاني بعد الميلاد و”الأكاديمية” التي أسسها أفلاطون في أثينا ودرّس فيها أرسطو بصفة متفرّغ.

 

ولمحبي التراث الوطني، “قعدة متي” مع عطوفة المير طلال بتسوا العمر. المير لا أمامه ولا وراءه قبل أربعة أعوام.

 

أي برنامج سياحي لا تكون زيارة قلعة بعلبك أولى الأوليات فيه ما ينحسبش من عمر السائح. يخرج الأوروبي من الهياكل مشبعاً بالدهشة يسأل عن أشهر الصناعات التي تخرج العيون من محاجرها فيجيب الدليل بثقة العارف: تصنيع الكبتاغون مستشهداً بسيرة المطلوب أبي سلة، رمز التفوّق اللبناني. يلعّب أبو سلة إسكوبار على أصابعه كدمية، فيما ينظر إلى “إل تشابو” باحتقار. شو هالبضاعة!