Site icon IMLebanon

الحياد أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً  

 

 

لا نبالغ عندما نقول إنّ الحياد أولاً، لأنّ كلمة الحياد هي الوضع الطبيعي والمثالي لدولة صغيرة مثل لبنان، لا تملك إلاّ نعمة السياحة. وبما ان السياحة بحاجة الى استقرار حقيقي، وليس استقراراً تحت إمرة السلاح غير الشرعي بعيداً عن الصور التي وضعت على باب المطار ترحيباً بزعماء غير لبنانيين.

 

أبْدأ برأيي بالحياد، وبما تعرّض له الوزير الصديق جورج قرداحي.. وللتاريخ كنت أوّل من نقل له رسالة عن الڤيديو الذي وزّع، وهو يؤيّد الحوثيين.. وسألني عن رأيي، فقلت له يجب أن يطلع على التلفزيون ويقول لقد قلت هذا الكلام وأنا لم أكن وزيراً يومذاك، أما اليوم وبما انني وزير فأنا أعتذر من أي شخص يعتبر هذا الڤيديو مسيئاً له. أجابني: إن شاء الله يكون الأمر خيراً. ولا أدري ماذا حصل معه طبعاً البقية معروفة أي النتيجة كانت بأن قدّم استقالته.. وقيل الكثير من ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من الرئيس نجيب ميقاتي أن يقدّم قرداحي استقالته علّها تحسّن العلاقات بين لبنان والسعودية.

 

باختصار، لبنان لا يستطيع أن يكون مع الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية… ومن ناحية ثانية… بالله عليكم ماذا استفاد الصديق الوزير جورج قرداحي من هذا الكلام؟ بصراحة كانت فرصة للإعلامي الكبير يمكن من خلالها أن يعطي بعض التطوير في وزارة الإعلام.

 

الحياد ثانياً:

 

التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية اللبناني السفير عبدالله بو حبيب عندما انتقد ما جاء في جريدة «عكاظ» السعودية التي نشرت تسريبات لوزير الخارجية، الذي بدا منفعلاً من القرار الخليجي، وحاول اختزال الأزمة في تصريحات القرداحي التي رآها اختلافاً… كما قال وفقاً للتسجيلات المسرّبة: «ان الداعم الأكبر للبنان من خلال القروض والهبات هو الاتحاد الاوروبي.. لقد أعطت السعودية كثيراً من الأموال للبنان ولكن ليس بالضرورة للدولة اللبنانية وإنما قدّمت هذه الأموال في الانتخابات ولجمعيات خاصة».

 

أضاف: نريد التعاون مع السعودية، ولكن إذا كنا أشقاء وأخوك مريض فلا يمكن ان تقول له «حين يختفي المرض منك كلمني» وعن المخدرات قال: «إنّ تصديرها عبر بلاده الى المملكة طبيعي فهي سوق للمخدرات»… وهذا ما أساء الى العلاقات مع المملكة العربية السعودية للمرة الثانية.

 

لا أعلم ما هي الفائدة من خسارة علاقات أخويّة ومميّزة مع السعودية، ولحساب مَن؟ خاصة وأنّ هناك 500 ألف عائلة لبنانية تعيش وتعمل في المملكة، تحوّل سنوياً الى لبنان 4 مليارات دولار، بالمقابل فإنه لا يوجد أكثر من 10 أشخاص لبنانيين في إيران لا يحوّلون دولاراً واحداً بل بالعكس، فإنّ لبنان يشتري من إيران الفستق الحلبي وجميع أنواع المكسّرات والسجاد العجمي و«التنبك» العجمي بملايين الدولارات.

 

الحياد ثالثاً:

 

ما حدث في مجلس الوزراء بالنسبة لقضية الحرب الروسية – الأوكرانية، إذ تبيّـن أنّ هناك فريقاً يؤيّد أوكرانيا، وفريقاً ثانياً يؤيّد روسيا.

 

وهنا نقول: ما أهمية لبنان بالنسبة لتلك الحرب المجنونة؟ وماذا يستطيع لبنان أن يفعل في تلك الحرب؟

 

طبعاً لبنان عاجز عن القيام بأي دور أو أي مساعدة، ولا مصلحة في عداء روسيا أو أوكرانيا. فالموقف المثالي هو أن نكون على الحياد.

 

الحياد رابعاً:

 

ما جرى بالأمس في معرض الكتاب في «البيال» مُخْزٍ، وهو عار بحق كل لبناني متعلّم بالدرجة الأولى. فماذا تقدّم أو تؤخّر صورة قاسم سليماني في معرض الكتاب؟ والأنكى ان الشاب شفيق بدر ومعه بعض رفاقه ورفيقاته كانوا يرددون: «بيروت حرّة حرّة… إيران برّا برّا».

 

ولو… أين الديموقراطية؟ وأين الرأي والرأي الآخر؟ لم يتحمّلوا بعض الكلمات التي لا تقدّم ولا تؤخر. ولكن المشكلة هي ما في النفوس… وهنا أيضاً نقول أليْس في مصلحة لبنان أن نكون حياديين ولا نكون مع طرف ضدّ الآخر؟

 

في الختام، طالما ان الحكم هو للسلاح، وللذين يموّلون السلاح… فلا أمل ولا رجاء في البلاد إلاّ بالتخلص من هذا السلاح، وبأن لا يكون هناك أي سلاح غير سلاح الدولة فقط.