جددت السفيرة الأميركية في ذكرى استقلال بلادها تموضعها السياسي المكثف وخاطبت اللبنانيين مباشرة ودعتهم إلى الإصلاح والحوار وأكدت على وقوف بلادها (مع لبنان) وذلك قبل زيارة قائد الجيوش الأميركية الوسطى الجنرال ماكينزي في ٨ تموز، الذي التقى الرؤساء وقائد الجيش وأكد على سياسة (مع لبنان) وعلى أهمية التفاوض وترسيم الحدود ودعم الجيش اللبناني، وكان من الملفت أن السفيرة الأميركية قامت في اليوم التالي بمعاودة زيارة الرئيس بري مما أوحى بجدية المحادثات، ثم جاء حديث السفير الفرنسي بمناسبة ١٤تموز عن المؤتمرات والتبريرات والإحباطات في إطار التمهيد لزيارة وزير الخارجية الفرنسي المرتقبة الى بيروت، وكان الوزير الفرنسي لو دريان قد استبق زيارته المتوقعة بتصريح واضح عبّر خلاله عن سوء الأداء الحكومي اللبناني مع التأكيد على سياسة فرنسا القديمة الجديدة (مع لبنان)،التموضعات الدولية الجديدة وضعت الجميع أمام مسؤولياتها وجعلتهم يبادرون بهدوء وصمت إلى البحث عن تشكيل حكومة سياسية إنقاذيه والاستفادة من الزيارات الدولية والعربية لتأمين خروج مقبول من مبنى رئاسة الحكومة.
زيارة الجنرال ماكينزي والتحضيرات للزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي رفعت من مستوى الاهتمام والتموضع الخارجي في الأزمة اللبنانية، بالاضافة الى الاجتماعات الأميركية الأوروبية في الفاتيكان حول التداعيات اللبنانية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وخطورتها على سلامة النسيج الاجتماعي الوطني، واكدوا على ضرورة توحيد الجهود مع الفاتيكان للوقوف (مع لبنان)،وشكلت اجتماعات الفاتيكان الرافعة الأساسية لمبادرة غبطة البطريرك الراعي حول الحياد السيادي ومع حديث أمين عام الأمم المتحدة حول الأوضاع الخطيرة في لبنان ونقاشات مجلس الأمن حول إعادة النظر في دور قوات الطوارئ الدولية لتشمل كامل الحدود البرية والبحرية والمرافئ والمطار ومع احاديث صحفية عن تشكيل تحالف عربي دولي (مع لبنان) من السعودية وأميركا وفرنسا وألمانيا لمواجهة التطورات الخطيرة القادمة.
كثيرة هي قائمة الاحتمالات السوداء التي تنتظر مكونات الحكومة اللبنانية بدءاً من هشاشة تكوينها والتثبت من عجزها على مواجهة تحديات الازمة الراهنة وتداعياتها الكارثية، بالاضافة الى فشلها في اقناع الداخل والخارج بقدرتها على إحداث التحول الضروري والملحّ ومع عجزها عن تأمين فعالية برلمانية تشريعية تحقق ما هو مطلوب على المستوى الإصلاحي، بالاضافة الى تورطها الفاضح بالتعينات على قاعدة المحسوبية والاستتباع وفشلها في انتزاع أية شرعية عربية حقيقية، وايضا عدم قدرة الحكومة على المواكبة الدقيقة للتحولات والمواجهات والمفاوضات الداهمة والخطرة والمكثفة التي تحدث في المنطقة واحتمالات انعكاساتها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والعسكرية على لبنان.
كثيرة هي الاسباب التي تستدعي الشروع بتشكيل حكومة انقاذ حقيقية (مع لبنان) تتمتع بالمناعة الداخلية وبالدعم العربي والدولي المشروط بالدعم الاقتصادي والسياسي، حكومة تكون مع تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والطائفية، ومع تقديم الكفاءات على الولاءات، ومع خطة لخروج لبنان من سوريا، ومع استراتيجية دفاعية تكاملية بين مكونات القوة اللبنانية في اطار الشرعية والسيادة الوطنية، ومع التفاوض لترسيم الحدود البرية والمائية، ومع إخراج مزارع شبعا من الغيبية السياسية، ومع وضع خطط طارئة للنهوض التربوي والصناعي والسياحي والزراعي، ومع تحديث التقسيمات والمهام الإدارية والمناطقية المركزية واللامركزية، ومع الشروع في عملية تفاعلية بين السلطات التشريعية والتنفيذية، ومع اطلاق ورشة حوار وطني شاملة بين المكونات والقطاعات، ومع مشاركة كل رواد الحب والكرم والعطاء لأن السياسة هي حب الناس والسلطة حب الذات، وأطفال لبنان الآن بأمسّ الحاجة إلى الرعاية والاحتضان والى حكومة سياسية (مع لبنان) قبل الانفجار الكبير وقبل فوات الأوان.