لم يُخفِ قائد فيلق القدس «المفْسِدُ في الأرض» وناشر «الشّرور» في المنطقة العربيّة الجنرال قاسم سليماني أنّ «قوات المقاومة في سوريا تدافع عن مبادئ الإسلام وعن الجمهورية الإيرانية»، ويستحقّ قاسم سليماني الشّكر على كشفه أنّ إيران وتوابعها في سوريا لحماية إيران «نحن هناك لا ندافع عن سوريا فحسب، وإنما ندافع عن الإسلام والجمهورية الإسلامية فـ»داعش» والجماعات التكفيرية لم يتم تأسيسها من أجل سوريا، وإنما من أجل مواجهة إيران»، ومع هذا لم نسمع عن أذىً واحد ألحقته «داعش» والجماعات التكفيريّة بإيران ومصالحها الحيويّة!!
وذهب سليماني إلى حدٍّ بعيد في فضحه للتشيّع الإيراني (الفارسي) أنّ «كربلاء وعاشوراء كان لهما دور مؤثر في جبهات العراق وسوريا»، وهذا الكلام قاله في خطاب نقلته وكالة فارس يوم الأربعاء الماضي، وفضح سليماني ـ في خطابه الذي ألقاه في احتفال في ذكرى مقتل العميد حسين همداني خلال المعارك في سوريا ـ المتاجرة الفارسيّة بالإمام الحسين وذهب بعيداً في قوله «شبابنا اليوم يرتدون ملابس عزاء الإمام الحسين، وهي عادة جيدة جداً، فثقافة الإمام الحسين هي التي جعلتنا ننتصر على الدوام، وهذه الثقافة كان لها بالأمس فرع واحد في إيران فقط، واليوم لها فروع أخرى، فأنصار الله في اليمن، وكذلك الحشد الشعبي في العراق» ونسي سليماني أن يفتخر بحزب الله وإلقائه شباب الطائفة الشيعيّة في أتون حرب هدفها الوحيد حماية المشروع الإيراني في سوريا، ولا أعلم عن أيّ ثقافة يتحدّث سليماني ما دام الإمام الحسين عليه السلام قال إنّه «خرج طلباً للإصلاح في أمّة جدّه»!!
يقول العلّامة السيد محسن الأمين [أعيان الشيعة ج1 ص 34] «بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه»، وفي أرض كربلاء، وفي يوم عاشوراء، دعا الإمام الحسين على شيعته قائلاً: «اللهمّ إن متَّعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً [أي شيعاً وأحزاباً] واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً، فإنّهم دعونا لينصرونا، ثم عدَوْا علينا فقتلونا»، [الإرشاد للمفيد ص241، إعلام الورى للطبرسي 949؛ كشف الغمة ج 18 ص2و38]…
ومن خطبة للإمام السجّاد زين العابدين عليه السلام في أهل الكوفة ـ وهذه الخطبة تستحقّ التأمّل والتفكّر في مقال الناجي الوحيد من آل بيت الحسين عليه السلام ـ «أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات من غير ذحل ولا ترات، أنا ابن من انتهك حريمه، وسلب نعيمه، وانتهب ماله، وسبي عياله، أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً؛ أيها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ثم قاتلتموه وخذلتموه، فتباً لكم لما قدمتم لأنفسكم وسوأة لرأيكم، بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي.
فارتفعت أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية ويقول بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون، فقال عليه السلام: رحم الله امرءاً قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله وأهل بيته، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة. فقالوا: بأجمعهم: نحن كلنا يا ابن رسول الله سامعون مطيعون، حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنا حرب لحربك، وسلم لسلمك، لنأخذ ترتك وترتنا ممن ظلمك وظلمنا، فقال (عليه السلام): هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة»…
أمام «متاجرة قاسم سليماني ومن معه من «المفسدون في الأرض» لا بُدّ من استعادة ما رواه أبي الطفيل عن الإمام عليّ كرّم الله وجهه في شيعته: «يا أهل الكوفة دخلت إليكم وليس لي سوط إلا الدرّة فرفعتموني إلى السوط، ثم رفعتموني إلى الحجارة أو قال: الحديد، ألبسكم الله شيعاً وأذاق بعضكم بأس بعض فمن فاز بكم فقد فاز بـ»القدح الأخيب»، وعن أبي صالح الحنفي قال: رأيتُ عليّاً عليه السلام يخطب وقد وضع المصحف على رأسه حتى رأيتُ الورقَ يتقعقع على رأسه قال: فقال: «اللهمّ قد منعوني ما فيه فأعطِني ما فيه، اللهمّ قد أبغَضْتُهم وأبغضوني، وملَلْتُهم وملّوني، وحملوني على غير خُلقي وطبيعتي، وأخلاقٍ لم تكن تعرف لي، اللهمَّ فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شرّاً مني، اللهمَّ مثْ قلوبَهم كما يماثُ الملح في الماء» ولا نقول في دعاء الإمام عليّ على شيعته إلا «اللهمّ آمين».