من يريد الحصول على شحنة إيجابية هذه الأيام، عليه زيارة otv في منطقة المنصورية. رغم الأزمة المالية التي تضرب المحطة البرتقالية والإعلام بشكل عام، إلا أنّ الموظّفين «تناسوا» ذلك مع انطلاق العد العكسي للانتخابات الرئاسية.
موجة من الحماس الممزوج بالفرح، ضربت العاملين في القناة التي تأسست عام 2007، لأن أنظار المشاهدين ستكون هذه الفترة موجّهة إلى «قناة الجنرال»! على مدخل otv على طريق المنصورية المكلّس، حواجز من الباطون وضعت على مداخل الطرق الفرعية التي تؤدي إلى المحطة، ولا يمكن لأيّ كان الوصول إلى الاستديوهات إلا من يقصد القناة. لكن هذه الحواجز ازدادت في الفترة الأخيرة، وستزداد لاحقاً منعاً لأي محاولة «تخريب» (أو ردّة فعل) قد تتعرّض لها otv بسبب احتدام الوضع السياسي بين الفرقاء. فور الوصول إلى مداخل القناة، ينشغل حارس الأمن بتعليق صورة كبيرة للجنرال كتب تحتها «بيّ الكلّ». لن يتوقف الأمر عند هذه الصورة، بل يكشف العاملون أن المزيد من الصور ستعلّق على الشجرة الضخمة التي تغطّي واجهة الاستديوهات. عند دخول الاستديوهات، يُلاحظ الزائر حركة نشاط زائدة بين الموظفين كأنهم «خليّة نحل» تتأهّب لحدث جلل. ما يجمع الموظفين ابتسامتهم العريضة التي تستقبل الزائرين، وحضورهم الدائم في كواليس مؤسستهم على عكس العادة، فلا مجال للإجازات السنوية حالياً. الحديث كله اليوم عن التخطيط لتغطية الانتخابات وما يليها من أحداث مفاجئة. النشاط «المُفاجئ» لا يطغى على قسم الأخبار فحسب، بل أيضاً على باقي الأقسام التي تنتظر الخبر السعيد لأن الفرحة واحدة كما يقول هؤلاء. في جولة على استديوهات الأخبار، تُطالعنا صور لأعلام «التيار الوطني الحر» التي رفعت بين المكاتب. أعلام ليست جديدة، لكن أُعيد رفعها بعد إعلان العماد بأنه مرشّح للرئاسة. في هذا السياق، يتحدّث الإعلامي جاد أبو جودة عن أجواء التحضيرات لليوم الاثنين، قائلاً لـ «الأخبار»: «مواكبة الحدث ستكون منذ ساعات الصبح الأولى، تحديداً السابعة صباحاً». يشرح أبو جودة: «الجميع سيكون في القناة ليواكب اليوم الطويل. التغطية ستكون مقسّمة بين الاستديو وخارجه في المجلس النيابي وباقي المناطق اللبنانية. صحيح أننا لا نملك معدّات ضخمة، لكن سنحاول أن تكون التغطية مُتكاملة. تم استقدام عدد من الكاميرات الحديثة للنقل المباشر، ولدينا مندوبون موزّعون على مختلف المناطق. أما من داخل الاستديو، فسيتناوب على الهواء كل من: ريتا نصّور، وغابريال مراد، وجوزفين ديب ورواد ضاهر وغيرهم». لكن ماذا عن النقل المباشر من المناطق؟ يلفت أبو جودة إلى أن النقل المباشر سيكون سِمة (شعار) اليوم، فقد وضعت الكاميرات في منطقة حارة حريك (ضاحية بيروت الجنوبية)، والرابية (قضاء المتن) حيث منزل الجنرال. كذلك وزّعت الكاميرات في: الأشرفية، والجديدة، وجونيه والبترون، والقبيات، والبقاع الغربي. كما ستُعرض صور من باقي المناطق مثل زغرتا والجنوب وبعلبك. لا ننسى طبعاً أهمية السوشال ميديا في الحدث، حيث سيتفاعل الناشطون مع يوم الانتخاب».
استقدام كاميرات حديثة للنقل المباشر، ومندوبون موزّعون على مختلف المناطق، وكاميرات في حارة حريك، والرابية، والأشرفية
يمكن القول بأنّ تظاهرة إعلامية تشهدها otv حالياً، خاصة بعدما اجتمع عون بفريق الأخبار في القناة صباح الجمعة الماضي وأعطاهم جرعة من الدعم المعنوي عندما وصفهم بأنهم «الحاضرون منذ الساعة الأولى». هذه العبارة كانت كفيلة بتغيير الأجواء، ورفع مستوى الحماس لدى الموظفين. في السياق نفسه، تتحدّث جوزفين ديب عن اليوم الطويل، لافتة إلى أن تغطية القناة للحدث ليست نهار الانتخاب فحسب، بل بدأت قبل أيام بعرض البرامج المتخصّصة في الانتخاب تحضيراً لليوم. توضح: «أخيراً، قدّمت حلقة (بعد نشرة الأخبار المسائية) عن الأشخاص الذين رافقوا عون منذ بداياته، وحملت اسم «على طريق قصر بعبدا». حلقة وجدانية ذكّرت المشاهدين ببعض المحطات السياسية للجنرال». تشير إلى أنّ «الإعلاميين في قناة otv أمام تحدٍّ هو الوقوف على الحياد ونقل الأحداث بموضوعية». خلال التنقّل بين الطوابق في القناة، يصدح صوت أناشيد «التيار الوطني الحرّ»، ثم يعلو صوت العماد بعبارته الشهيرة «يا شعب لبنان العظيم».
يليها تصفيق حادّ. في استديوهات الأخبار «القصة كلّها» كما يُقال. يتحدّث الموظفون بصوت عال، ويتدخّل أحدهم، مختصراً الأمر بأنّ القناة هي «قناة حزب الرئيس». تسمية جديدة، لكنّه يستطرد قائلاً: «كأننا في حلم كان في البداية مستحيلاً، لكن لا شيء مستحيل». يخطّط الموظّفون لكيفية الاحتفال. بعضهم يختصر الوضع بأنّ احتفالات كبيرة ستشهدها القناة «الفرحة مش سايعتنا». على الضفة نفسها، يتحدّث رئيس مجلس إدارة المحطة روي الهاشم براحة عن وضع القناة اليوم قائلاً: «القنوات اللبنانية تتعاون اليوم لتغطية الخبر. نحن مَعنيون بالحدث أكثر من غيرنا، حتى أن بعض الأخصام لنا في القنوات الأخرى أصبحوا اليوم معنا في الخط السياسي نفسه».
يعرّج قليلاً على الصعوبات التي واجهت القناة في السنوات السابقة «بعض المؤسسات الاقتصادية والسياسية خلقت «عداوة» أو جفاء مع otv ورفضت بثّ إعلاناتها على شاشتنا. لكن الوضع سيتغيّر حالياً». يبدو الهاشم متفائلاً بالفترة المقبلة «في الأيام الماضية، ارتفعت نسبة المشاهدة للقناة وهذا أمر إيجابي». يضحك قبل أن يخبرنا «ما عم لحّق على الفنانين اللي عاملين أغاني للجنرال، وبدن يعرضوها على otv!».
يوم الهواء المفتوح
يُعتبر اليوم الاثنين يوم الهواء المفتوح على القنوات المحلية. لا مجال لبثّ البرامج، لأن الحدث السياسي يطغى على كل شيء. لذلك تخصّص المحطات مجموعة برامج سياسية وحوارات، ويتناوب على الكلام المحللون السياسيون الذين سيغزون الشاشات. على هذا المنوال، توزّع القنوات فريق عملها بين استديوهاتها والنقل المباشر من قلب المجلس وخارجه، وتقسّم الشاشات إلى عدد كبير لمواكبة التطوّرات. في هذا السياق، تعرض قناة «الجديد» مساء اليوم (بعد نشرة الأخبار) وثائقياً بعنوان «العودة الثانية» (إعداد وتقديم فراس حاطوم). خلال 40 دقيقة، يعرض حاطوم مستندات وصوراً تنشر للمرة الأولى (كما يتم التعريف عنه في الإعلان الترويجي للعمل الوثائقي) حول رحلة ميشال عون بين بيروت وباريس، ومن ثم ترشيحه للرئاسة. على الضفة نفسها، تعرض «الجديد» 7 بروموهات (مدّة كل واحدة نحو 30 ثانية) يقدّمها آدم شمس الدين حول الوضع السياسي في لبنان خلال العامين المنصرفين، مع المرور على بعض المواقف السياسية لعون. تهدف هذه البروموهات إلى كسر الروتين في التغطية العادية. من جهة أخرى، تفتح «المنار» هواءها باكراً لنقل الجلسة، وتعرض برنامجها الصباحي «مع الحدث» ثم تنقل التطورات في جلسة الإنتخاب. ومساءً، تطلّ منار صبّاغ في حلقة خاصة من برنامج «نابوراما» (21:00)، لتحاور مجموعة من المحلّلين والسياسيين. لكن يبدو أن حماوة البرامج سترتفع في استديوهات lbci. بعد نشرة الاخبار المسائية، يطل مارسيل غانم الليلة في حوارين إستثنائيين الأوّل مع سمير جعجع، والمقابلة الثانية مع النائب عقاب صقر العائد حديثاً إلى بيروت! من جانبها، تفتح قناة mtv الهواء باكراً من الساعة 08:30 ثم تنقل الجلسة لاحقاً. ثم تتبعها لقاءات من الاستديوهات للوقوف على آخر التطوّرات. من جانبها، لن تغيب قناة nbn عن الحدث، بل تخصص يوماً كاملاً لإلقاء الضوء على العملية الانتخابية. توزّع المحطة مندوبيها في مختلف المراكز السياسية منها القصر الرئاسي ومجلس النواب. أما مساءًً فيطل عباس ضاهر في حلقة خاصة من برنامجه «آخر كلام» (بعد نشرة الأخبار المسائية) حيث يستضيف مجموعة من السياسيين من مختلف الأطراف. كذلك الحال بالنسبة إلى قناة «المستقبل» التي لن تغيب عن الحدث اليوم.