IMLebanon

زحمة مواكب.. على طريق بنشعي

من يرصد حركة مرور المواكب باتجاه بنشعي، يعتقد أن قصر الرئاسة بات في هذه البلدة الهادئة في قضاء زغرتا، فحركة الذهاب والإياب لا تهدأ، والزوار من الرسميين والديبلوماسيين كثر هذه الأيام.

بعض هذه الزيارت معلن، والباقي يحصل سراً وبعيداً عن الإعلام، وهو الأغلب، اذ تتكثف المشاورات والاتصالات واللقاءات بوتيرة عالية إنما بعيداً عن الضجيج وبهدوء يشابه هدوء المنطقة التي أغلب أهلها في بلاد الانتشار.

ليس عن عبث اختار رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أن يكون مقر إقامته الدائم في بنشعي، لما لهذه البلدة من تاريخ في الأمجاد، ففيها جرت أهم معركة خاضها بطل لبنان يوسف بك كرم ضد الأتراك، ومنها انطلق الوزير الشهيد طوني فرنجية باتجاه العمل السياسي والعسكري خلال الأحداث الدامية في لبنان، وفيها وضع سليمان فرنجية اللبنة الأولى لمؤسسة «المردة» التي تتوزع فيها المكاتب اليوم، وتطال مختلف الشؤون الاجتماعية والبيئية والصحية والتربوية في المنطقة.

على كتف بحيرة بنشعي التي أنشأها فرنجية في تسعينيات القرن الماضي وباتت محجة للسياح من كل المناطق اللبنانية، يقع منزل من يطلق عليه الأهالي لقب «البيئي الأول»، الى جانب لقبي «الزعيم» و «القائد»، ومنزله يحاكي المنازل الأوروبية وبالأخص السويسرية، على ما قال أحد الديبلوماسيين خلال زيارة له الى المنطقة مؤخراً، حيث أبدى دهشته لجمالية المكان الذي اعتبره «قطعة من الجنة»، فالأزهار والخضار يحيطان بالمنزل الخشبي من كل الجهات في جمالية تعكس مدى شغف صاحب الدار بالطبيعة وبكل ما يمت إليها بصلة، شغف أورثه الى أولاده والى المحيطين به فغدت بنشعي واحة خضراء جميلة بطبيعتها، بمنازلها، ببيوتها القرميدية الأثرية وبأهلها الذين يتحدثون بإسهاب عما قدمه فرنجية للبلدة من اهتمام وعناية بحسب رئيس البلدية جوزاف رعيش.

لا يتحدث رئيس تيار «المردة» هذه الأيام الى الصحافيين، فهو الذي تعود أن يدردش معهم بانتظار الضيوف الآتين، يكتفي اليوم بالسلام والترحيب، أما الحكي في السياسة فمؤجل. وإن خرج سؤال على غفلة من أحد الإعلاميين يردّ بتحفظ «ما تشغلوا بالكم كتير».

قريباً من بنشعي بمسافة 11 كيلومتراً تقع مدينة زغرتا مسقط رأس فرنجية. هنا تختلف الرؤية إذ يغيب الهدوء تاركاً المطارح للحماسة والتأهب، فالجميع ينتظر اليوم الموعود، وإن كانت تغيب مظاهر الاحتفالات من صور ولافتات وما شابه، إلا أن لسان حال الجميع في البلدة من دون استثناء: هل سيكون لزغرتا رئيس ثالث للجمهورية من أبنائها؟.. لمَ لا؟ يقول جان حاج الجالس بارتياح في أحد مقاهي المدينة يتسامر مع مجموعة حول أهمية أن يكون الرئيس زغرتاوياً، وبمواصفات فرنجية الذي يتمتع بالصدق والقدرة والفروسية، برأي فراس عويس الذي يعتبر انه «لو تحقق الحلم ووصل ابن فرنجية فسيعود لبنان سويسرا الشرق، برغم الصعوبات والملفات الكثيرة والشائكة التي تنتظره».

في جولة داخل شوارع زغرتا تنتشر صور قديمة لفرنجية منها، ما كُتب عليها «المارد» ومنها «الوفي» الى «الزعيم» و «القائد»، فيما تغيب الصور الجديدة المعبّرة عن المرحلة الراهنة، وكأن هناك كلمة سر سارية المفعول في هذا الإطار بضرورة الانضباط كتلك التي قيلت لأكثر من ناشط على الفايسبوك بضرورة التزام اللياقة في التعليق.

في زغرتا فرحٌ ينعكس على وجوه المارة، إلا أن الترقب سيد الموقف، فالأهالي ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور «ومن يؤيد وصول فرنجية فسيبقى دَينه في أعناقنا.. أما من يرفض وصوله فإن لكل حادث حديثاً».