ترخي الاوضاع في المنطقة بثقلها على الداخل اللبناني والذي يعيش تحت تأثيراتها وقد خلفت انقسامات وتباينات على الساحة المحلية بالجملة ولا سيما الحرب السورية التي كانت بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وخصوصا ان بعض الطوائف وفي طليعتها الطائفة الدرزية تعيش حالة انقسام وتباين جراء هذه الحرب بين مؤيد للنظام واخر مناهض له وان كان هنالك توافق بين جميع القيادات على تنظيم الخلاف واعتبار وحدة الطائفة الدرزية خطا احمر.
وهذا الامر ميز هذه الطائفة بحسب مصادر درزية متابعة للمحريات، في سياق تماسكها وتلاقي قياداتها وحكمة مشايخها، وذلك امر تاريخي بحيث وفي المفاصل الصعبة والملمات الوحدة تبقى هي كلمة الفصل بين جميع اطرافها ومهما تباعدت افكارهم وتوجهاتهم وآرائهم. ولكن مؤخرا خرج القطار عن السكة ربطا بما تعرضت له بعض القرى الدرزية في جبل الشيخ والقنيطرة ومنطقة السويداء من هجوم وكمائن من «داعش» الى مشاركة ما يسمى بقوى الدفاع الدرزية بهجوم على بعض مواقع المعارضة السورية ما اوقعهم في الكمائن وادى سقوط عدد من القتلى، وهنا توالت التباينات والتحليلات خصوصا بما معناه ان النظام تخلى عنهم وسوى ذلك مما يجري على الساحة الدرزية.
وهنا، تشير المصادر الى ان موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط كان لافتا الاثنين المنصرم عندما اعتبر ان دعوة البعض الى التعامل بين الجيشين اللبناني والسوري بدعة، وهنا غمز سيد المختارة من قناة النائب طلال ارسلان صاحب هذا الكلام والذي التقى مؤخرا بالرئيس بشار الاسد لمرتين في غضون الشهر، ومن ثم مشاركته في عشاء السفارة السورية تكريما لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، مع الاشارة الى انه ومنذ فترة طويلة لم يحصل لقاء بين جنبلاط وارسلان خلافا لمراحل «الميني – شهر عسل» بعد احداث السابع من ايار العام 2008، في حين تجدر الاشارة الى ان الوزير السابق رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب التقى بالنائب جنبلاط في دارته في كليمنصو بعد احداث جبل الدروز واوساطه تؤكد ان وحدة الصف الدرزي خط احمر بمعزل عن الخلافات والتباينات السياسية، كذلك ان الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي هما من يحفظ الامن في الجبل دون سواهما وحكمة المشايخ تبقى الضمانة لامن واستقرار الجبل ومعالجة كل الامور بحكمة ودراية.
من هنا، وتقليديا وتاريخيا، الوئام بين المكونات الدرزية، وتحديدا على خط خلدة – المختارة، لا يدوم طويلا على حد قول المصادر، وان انحسر في التباعد السياسي او الخلافات والتباينات لا سيما وان ارسلان سبق له ومنذ اسابيع ان اكد على ان زعامته اكبر من مقعد درزي في عاليه، وذلك اعتبره جمهور جنبلاط والحزب التقدمي بمثابة التحدي في ظل اقدام رئيس اللقاء الديموقراطي لاكثر من دورة انتخابية على ترك مقعد شاغر في عاليه لرئيس الحزب الديموقراطي اللبناني، ولكن يبقى ان هذه الاجواء لا تؤدي الى اكثر من خلاف سياسي اذ هنالك اصرار وكلمة سواء على الوحدة الدرزية في هذه المرحلة بالذات في سياق ما يجتازه لبنان والمنطقة من تحولات ومتغيرات. وانما استطرادا وحيال الازمة السورية وتداعياتها وخلاف جنبلاط الهائل مع النظام السوري وما صرح به مؤخرا، فذلك يؤدي الى توترات سياسية اقله في ظل تباعد القيادات والقوى السياسية الدرزية في المواقف من النظرة لما يجري في سوريا.