عاد التصعيد السياسي الى الواجهة من جديد بعد شهور عسل بين هذا الفريق وذاك وهذه الجهة وتلك، وفي ظل الحوارات بين القوى السياسية الاساسية ولا سيما حواري حزب الله وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، والسؤال بعد هذه العواصف السياسية البلد الى اين وماذا سيكون مصير الاستحقاق الرئاسي بعد «البجات» السياسية الاخيرة لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وايضا بعدما اطلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري صفّـارته معلنا عن اللجوء الى ركلات الترجيح بعد التمديد «للماتش المجلسي» في وقتيه الاصلي والاضافي؟
مصادر نيابية تنقل عن الرئيس بري انه بصدد الاقدام على مواقف حازمة وحاسمة في سياق التعطيل للجلسة التشريعية وخصوصا انه ولدى سماعه ان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لن يشاركا في الجلسة التشريعية الا في حال ادرج البندان المتعلقان بقانون الجنسية وقانون الانتخاب على جدول اعمالها، بدا مستاء من هذه المواقف لا سيما وأن قانون الجنسية موجود في اللجان النيابية بينما قانون الانتخاب هو موضع خلاف كل الاطراف وبحاجة الى توافق سياسي على مستوى كبير وقد لا يبصر النور نهائياً الا بعد انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي سياق متصل تكشف معلومات بالغة الاهمية عن مخاوف أمنية أُبلغت الى زعيم سياسي من احد اصدقائه الغربيين والذي اعلمه بأن مخطط الاغتيال هذه المرحلة امر جدي ويستند الى تقارير استخباراتية، قائلاً له: «عليك ان تبقى في الخارج في هذه المرحلة وأقله حتى منتصف الصيف الحالي لأن الشهرين المقبلين في لبنان والمنطقة سيشهدان عمليات امنية كبيرة ولبنان مقبل على موجة نزوح جديدة من السوريين وحتى من بعض اللبنانيين، وتحديداً في منطقة البقاع، وربما في اماكن اخرى. وفي هذا الوقت ستحصل اغتيالات سياسية لرموز كبيرة، الامر الذي يحتم عليك اليقظة والانتباه والاستقرار في الخارج».
وتلفت المصادر النيابية الى ان تلك الاجواء السياسية والأمنية ليست مجرد تحليلات بل ان زيارات الموفدين الدوليين الى لبنان وآخرهم المسؤولة الاميركية التي وصلت الى لبنان، إنما صبت في هذا السياق، بمعنى ان من التقى بهم، اي الموفدين الدوليين والمسؤولة الاميركية، قد تفاجأوا بمدى مخاوفهم من الاشهر المقبلة وما تحمله من تحولات ومتغيرات قد يكون لبنان جزءاً منها. ولهذه الغاية كان التشديد على الاستقرار، ثم الاستقرار، اي ابلغوا المسؤولين اللبنانيين ان المجتمع الدولي حريص على كل ما يؤدي الى ارساء الامن والأمان في لبنان، وبالتالي لم يبحث الاستحقاق الرئاسي كأولوية بل مر عرضياً في معظم هذه الجولات واللقاءات.