هل يدخل لبنان في المرحلة الانتقالية بعد انتهاء الانتخابات النيابية العامة؟
الجواب شبه المتَّفق عليه، هو بالإيجاب، إذ يرى مختلف المعنيين بالشأن اللبناني أن هناك مرحلة رمادية تمتد، على الأقل ما بين قيام المجلس النيابي الجديد وانتهاء عهد الرئيس العماد ميشال عون.
في تقدير البعض أن تشكيل الحكومة الجديدة التي قد تخلف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لن يكون بالأمر السهل، هذا إذا تمكن القوم من تأليفها، أو التوافق على تشكيلها (علماً أن الحكومة الحالية ستكون مستقيلة بالضرورة) وإن كانوا يُجمعون على تسمية ميقاتي رئيساً لحكومةٍ يخلف فيها نفسه بنفسه.
ومن باب أولى أن تستقبل قداسةَ البابا فرنسيس الأول حكومةُ تصريف الأعمال. وهذا أمر «طبيعي» إذ لن يكون قد مضى على استقالة الحكومة أكثر من عشرين يوماً.
وأما التخوف فهو من امتداد المرحلة الانتقالية أمداً طويلًا قد يتجاوز الأشهر، وليس الأسابيع، فحسب، ليس فقط على صعيد الفراغ الحكومي إنما أيضاً على صعيد فراغ سدّة رئاسة الجمهورية، لأن المؤشرات المتوافرة، حتى الآن، لا تشي بأن الانتخابات المقررة في 15 شهر نوار المقبل ستوصل إلى ساحة النجمة أكثريةً وازنة يمكنها أن تقرر وتحسم في أمرٍ جلَل مثل الرئاسة الأولى من دون نتائج بالغة الخطورة.
وبالطبع فإن حديث الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا ليس جديداً، ولم يمر الزمن على تراجع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عن قرار عدم تعيين بديل للوزير المستقيل جورج قرداحي، فسمّى الوزير زياد مكاري بديلًا، كي لا تغيب بنشعي عن السلطة التنفيذية، تحسّباً للفراغَين الحكومي والرئاسي، فيكون في صلب المشهد وليس غائباً عنه.
لا شك في أن أحداً من اللبنانيين، وكذلك من أصدقاء لبنان في الإقليم والعالم، لا يتمنى الوصول إلى الفراغ، ولكن ثمة احتمال أن تكون هناك مخطّطات ترتبط بشؤون مصيرية على صلة بالسعي إلى تغيير النظام…
وهكذا أمر لا يمكن أن يمر من دون تداعيات كبرى (…).