سجلت أخيراً خطوة بالغة الأهمية من جانب الرابطة المارونية تجاه أهالي القاع الذين ضربتهم موجة التفجيرات المزدوجة، الى جانب ما وفره الجيش والقوى الأمنية لهؤلاء، لاسيما بالنسبة الى الدعم المادي والمساندة لأهالي البلدة لحثهم على التشبث بأرضهم وأملاكهم.
وفي هذا المجال صدر عن الرابطة المارونية ما يفهم منه أن ثمة خطوة مارونية القصد منها ترجمة الوعود التي سمعها الأهالي أخيراً من الرابطة والمؤسسة المارونية للإنتشار، حيث جرى فتح حساب مصرفي لفائدة الأهالي، تجنباً لمحاذير ما كان يتردد من كلام على تجاهل مسيحي مقصود للمناطق المسيحية أن في البقاع الشمالي أو في جنوب لبنان، لاسيما أن القرار الذي صدر عن الرابطة قد يطاول مختلف الشريط الحدودي التي عانت الأمرين في ظل الإحتلال الإسرائيلي والغياب القسري للدولة على مدى سنين طويلة.
أضف الى ذلك إن مساعدات الرابطة والمؤسسة المارونية للإنتشار لن تنسى تأمين مختلف اشكال المساعدة لذوي الشهداء والجرحى، وفي هذا الصدد جاء إعلان رئيس الرابطة المارونية عن إنشاء حساب مصرفي لفائدة أبناء القاع في بنك الإعتماد اللبناني بالليرة اللبنانية والدولار الأميركي على »أمل أن يجمع الحساب أرقاماً عسى أن تساعد المعوزين«.
وشدد رئيس الرابطة انطوان قليموس على أن الموضوع لا يتعلق بأشخاص الرابطة بل انه يهدف الى غاية معنوية القصد منها التأثير في الرأي العام، وأكد أن كل من راجعه وسمع بالخبر أعلن تجاوبه، وأعرب عن استعداده الشخصي والعائلي لأن يساهم في المبلغ المرجو ولو إحتاج الأمر الى قليل من الصبر (…).
كما كشف قليموس عن وجود مبادرات أخرى مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية »لاحتضان اطفال القاع والمناطق الحدودية – الجنوبية«، وهذا الموضوع يأتي على رأس سلم الأولويات، من غير حاجة الى التزام سقف معين لتأكيد الإصرار على تقديم المساعدات، وحث أصحاب الحس الوطني على المساهمة في تقديم العون اللازم.
وفي ما يتعلق بالمبادرات التي تقوم بها الرابطة على خط قرى الجنوب الحدودية، أكد قليموس العمل على هذا الخط بما في ذلك العمل مع البلديات الميسورة لتنفيذ إتفاقات تؤامة. وهذا ليس مجرد تمنيات طالما أن الغاية المرجوة تلحظ مصلحة الطائفة المارونية التي بوسعها أن توفر الغايات المرجوة لما يرضي طموح أصحاب النيات الحسنة؟!
وعلم من مصادر مطلعة أن الرابطة المارونية والمؤسسة المارونية للإنتشار بصدد إنشاء شبكة إتصالات مع عدد كبير من المغتربين حيث هم، من غير إنتظار مبادرات شخصية. لأن ظروف موازنة الأطراف في البقاع الشمالي والحدود الجنوبية تحتاج الى السرعة في تقديم المساعدات التي بوسع الكنيسة المارونية المساهمة فيها بطلب من رأس الكنيسة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الذي زار أمس بلدة القاع والقرى المحيطة بها، كما يعتزم القيام بجولات على بلدات وقرى جنوبية تبدو في أمس الحاجة الى مساعدات مادية ومعنوية ملحة، لا يمكن أن تتأمن بوسائل عرضية أو من غير تخطيط مدروس؟!
وتجدر الإشارة في هذا المجال الى أن الكنيسة الكاثوليكية لن تبقى بعيدة عن المسعى الماروني لاسيما أن المناطق المشار اليها تضم عدداً كبيراً من مختلف الطوائف المسيحية، خصوصا الطائفة الكاثوليكية التي تعاني بدورها من مثل معاناة القاع وبقية المناطق التابعة لمدينة زحلة ذات الأغلبية الكاثوليكية، والقصد من الموضوع أن تكون المساعدة بغطاء مسيحي، شمولي كي لا تكون هناك نظرة مختلفة الى الذين في حاجة الى المساعدة؟!
من حيث المبدأ ليس ما يمنع مراجعة الكرسي الرسولي للمساعدة في تغطية النفقات المطلوبة بإلحاح لسد أية ثغرة مالية أو معنوية تتطلبها مساعي الرابطة المارونية والمؤسسة المارونية للإنتشار القادرة على مراجعة أكبر كمية من الإنتشار في دنيا الإغتراب، حيث هناك أعداد غفيرة من المتمولين الذين بوسعهم مد يد العون لأبناء وطنهم من غير حاجة الى أن يكونوا من أبناء طوائفهم بالذات، مع الأخذ في الإعتبار امكان إنضمام لبنانيين من غير المسيحيين في عملية دعم ابناء بلدهم، وهيهات أن تتأمن هذه المساعدات بشكل شمولي.
وفي مقابل كل ما تقدم فإن المساعدة المرجوة من جانب المدارس لابد وأن تكفل دعماً مضاعفاً لمن تهدف الرابطة المارونية والمؤسسة المارونية للإنتشار الى مساعدتهم، حيث يعرف الجميع الحجم الكارثي لمصاريف المدارس الملقاة على كاهل الأهالي جميعهم بلا إستثناء؟!