بدأ العد العكسي لوصول منصّة الحفر Transocean التي ستقوم بحفر بئر استكشافية قبالة سواحل لبنان في البلوك رقم 9، وذلك بعد إبحارها من بحر الشمال البريطاني باتجاه لبنان.
كشف الاختصاصي في مجال النفط والغاز عبود زهر لـ»الجمهورية»، انّ منصّة الحفر Transocean أبحرت منذ يوم السبت الفائت، اي في 15 تموز باتجاه لبنان، منطلقة من بحر الشمال البريطاني باتجاه البلوك 9 قبالة سواحل لبنان، في رحلة من المتوقع ان تستغرق نحو 5 اسابيع قبل الوصول إلى منطقة الحفر.
وخلال رحلتها، ستمرّ المنصّة في مرافئ عدة على شواطئ المتوسط للتموين، بعد المرور بمضيق جبل طارق، حيث من المتوقع ان تصل مباشرة الى موقع الحفر في البلوك 9 في لبنان في النصف الثاني من شهر آب المقبل، من دون المرور في مرفأ بيروت.
ورداً على سؤال، أوضح زهر، انّه مع وصول المنصّة إلى مكان الحفر المخصّص، تبدأ التحضيرات والتجهيزات للبدء بأعمال الحفر، والتي يُتوقع ان تستغرق ما بين الـ 10 الى 15 يوماً، وبالتوازي تكون وصلت الى مرفأ بيروت بعض المعدات والمستلزمات الأساسية في عملية الحفر، مثل «القمصان»، ليتمّ نقلها بالبواخر الى موقع الحفر. وعليه، يُتوقع ان تبدأ عملية الحفر مطلع ايلول المقبل، على ان تصل الحفارة الى النقطة المبتغاة في قعر البحر في غضون 60 يوماً، ليتمّ بعدها سحب عينات من الموقع وتقييمها قبل ان تعلن «توتال» رسمياً عمّا إذا كان هناك اكتشاف للغاز، الامر المتوقع ان يكون مع نهاية العام الجاري.
من جهة أخرى، أسف زهر، انّ الخدمات المتعلقة بالحفر ستكون مناصفة ما بين مرفأ بيروت ومرفأ ليماسول، مؤكّداً انّ هذه الخطوة غير جيدة للبنان، لأنّها تفوّت عليه ما لا يقل عن 60 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ولفت الى انّ الدول عادة ترفض خطوة كهذه، وتعتبر تأمين خدمات الحفر موضوعاً سيادياً، عدا عن انّ الاموال التي ستدفعها «توتال» مقابل هذه الخدمات لمرفأ ليماسول كان يمكن ان تُضخ في لبنان.
وأشار زهر الى أنّ «توتال» عزت استيراد بعض المواد التي تحتاجها للحفر من قبرص مثل الاسمنت و الـ mud (المواد التي تُستعمل لتثبيت اعمال الحفر في البئر) لسببين هما: انّ كلفة الاستيراد أقلّ من كلفته محلياً، والوقت الضاغط، فـ»توتال» بتسارع مع الوقت، وبالتالي يستحيل إنشاء معمل لهذه الغاية في غضون شهرين، بينما هي جاهزة في ليماسول، مذكّراً بأنّ لبنان تمكّن من تصنيع هذه المواد لـ»توتال» عندما قامت بأعمال الحفر في البلوك 4.