Site icon IMLebanon

ما يريده السائقون: تنكة بنزين بـ100 ألف ليرة

 

للمرة الثانية، يفشل تحرك اتحاد النقل العام في منطقة النبطية، ويفرض السائق قراره ويعترض على قرار النقابة ويؤكد إما التصعيد او ليس من تحرك آخر بعدما وصل قطاع النقل الى الحضيض وباتت مهنة السائق مهدّدة. فهل بدأ قطاع النقل بالاحتضار؟

 

“موجوعون” بحرقة يقولها السائق محمد، “مش عايشين، ما في ركاب، لا ضمان، لا حماية، لا دعم”، رفض المشاركة في التحرك الاحتجاجي لانه “من دون جدوى” يفترض ان يكون التحرك “تصعيدياً، وليس سلمياً، لان هذه التحركات لا تطعم خبزاً”.

 

لم يعد محمد كما غيره من السائقين العموميين يثقون بالنقابة ولا بخطواتها غير الصائبة، ويعتبرونها لا تقف الى جانب السائق الذي بات وضعه في الحضيض.

 

لم يأت التحرك الثاني على قدر تطلعاتهم، جاء خائباً وغير مجدٍ، لأنه لم يشكل ورقة ضغط قوية على الحكومة للوفاء بتعهداتها تجاههم.

 

ما يريده السائقون جرعة دعم تتمثل بتنكة بنزين مدعومة بـ100 الف ليرة ليتمكنوا عبرها من خفض التعرفة وتحفيز الاهالي على معاودة التنقل عبر التاكسي والفان، ومن دون ذلك فإن السائق يحتضر ويواجه واقعاً مأسوياً لا يقل خطورة عن واقع لبنان. طيلة السنوات الماضية، لم تتمكن النقابات العمالية من ان تكوّن “لوبي” ضاغطاً في وجه السلطة، تدافع عن حقوق العمال، بل كانت بوقاً إعلامياً ناطقاً بإسمها ما ادى الى إحداث شرخ كبير بين العمال والسائقين والنقابات التي باتت بنظرهم لا تمثلهم لأنها لم تقف يوماً موقفاً صلباً معهم، وهذا ما تجسّد بتحرك السائقين الذين لم يلتزموا به، بل مارسوا عملهم كالمعتاد، على قلته، لأن الاضراب لساعات لا يجدي نفعاً وفق السائق رمزي الذي أكد “أن التصعيد قادم حتماً وسيكون هناك اقفال للبلد وتعطيل لكل شيء، لان الحقوق المشروعة في لبنان لا تنتزع الا بالقوة”، معلناً أنه آخر تحرك سلمي يلتزمون به.

 

ولفت السائقون الى انهم موجوعون وان كلفة اصلاح اعطال السيارة تفوق امكانياتهم، ودخول المستشفى بات بنظرهم موازياً للموت نظراً للفواتير العالية وعدم تغطية الضمان الا وفق الـ1500 ليرة، مشيرين الى أن حركة الركاب تقلصت كثيراً نظراً لارتفاع كلفة النقل.

 

في موقف الفانات في النبطية لا التزام بالاضراب، لا قطع طرقات، لا صرخات، حركة النقل شبه عادية، حتى ان سائقي السيارات عند مفرق كفررمان لم يشاركوا في التحرك، فهو لا يمثلهم، طالما لم يرشح عنه أي مساعدات ملموسة، ولم يتم الافراج عن الدعم المطلوب، وهذا ما دفع بالسائق حسين للقول “بيكفي ضحك علينا، التحرك الذي يشل البلد هو الاكثر نفعاً، وعدا ذلك ما حدا يحكي”، يتذكر السائق حسين حركة النقابات في الستينات من القرن الماضي، وقتها كان للنقابات كلمتها، ويخشاها الزعماء والاحزاب الذين يسيرون خلفها، اليوم يحدث العكس، النقابات في خدمة الاحزاب لا العمال، وهذا ما يدفع بالتحركات لتكون “قرقعة في الفنجان”، ويجزم حسين كما غيره أن الحساب في الانتخابات.

 

ما يريده حسين كما كل السائقين ان يحصلوا على بنزين مدعوم، مازوت مدعوم، طباعة، اعفاء ميكانيك، بطاقة تمويلية، أدوية، وهي وعود لم تفِ الحكومة بها، ما ادى الى رفع تعرفة النقل ومعها طار الراكب ما ادى الى شلل القطاع الذي كان يعول على التحركات النقابية وإذ بها تفشل، وهو فشل يعود للنقابات التي تتحدث في الاعلام عن حق السائق وتحت الطاولة لا تدعم مطالبه على حد ما يقول السائق علي الذي أكد أن الحساب سيكون في صندوقة الاقتراع لان الناس لم تعد تثق بهم وتصدقهم.